شهدت ولاية الجلفة أكبر عملية ترحيل في تاريخها، ففي إطار تمكين المواطنين من سكن لائق، باشرت المصالح الولائية والمحلية بالجلفة في التحضيرات لعملية الترحيل الكبرى والتي مست الأحياء الستة التي تم إحصاؤهم في سنة 2007 من الأحياء الفوضوية وذات البناء الهش في عاصمة الولاية، وذلك تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى القضاء بشكل كلي على البيوت الهشة والقصديرية وتمكين كل المواطنين من الحصول على سكنات لائقة· واستبشر مواطنو هذه الأحياء خيراً في عملية الترحيل هذه التي تمت أول أمس بإشراف والي الجلفة والسلطات المحلية، لتنتهي معها سنوات المعاناة والبؤس ومظاهر الغبن والتهميش وهذا بترحيلهم لسكنات لائقة مجهزة بكل ضروريات الحياة توفر لساكنيها حياة مريحة، حيث شملت العملية في اليوم الأول ترحيل أزيد من 502 عائلة من مجموع 1704 عائلة استفادت من المشاريع المخصصة للقضاء على السكنات الهشة، وقد مست هذه العملية الأحياء السكنية المعنية على غرار أحياء كل من بلغزال، بن تيبة، أولاد ناصر، عيسى القايد، المنطقة الصناعية والمستقبل، المتشعبة، فيما تبقى الأحياء الأخرى في انتظار لعملية الترحيل القادمة التي تخص حيي الزريعة والفصحى، وتم لهذا الغرض وضع مخطط مدروس تضمن تجنيد حوالي 300 عاملا و190 شاحنة، و25 جرافة، وعشرات الحافلات لنقل العائلات إلى السكنات الجديدة المتواجدة بطريق بحرارة، كما تم توفير الإنارة والكهرباء والغاز في الأحياء الجديدة التي تمت إليها عملية الترحيل، فيما استفاد من ثانوية وإكماليتين وابتدائية حي بحرارة الجديد المتواجدة به أكثر من 1350 سكن· وقد أكد والي الجلفة أنه تم توفير كل الوسائل الضرورية اللازمة في عملية الترحيل التي تدخل في إطار القضاء على السكن الهش بعد إكمال حقوق التسديد واستكمال الملفات الإدارية، مضيفا أنه تم توفير النقل المدرسي من أجل نقل التلاميذ خاصة أن الموسم يكاد ينتهي والمواصلات بين الأحياء الجديدة والتلاميذ في مدارسهم الأولى، بالإضافة إلى إشراف خلايا على توجيه المواطنين، هذا في الوقت الذي شدد فيه المسؤول الأول بالولاية على ضرورة تحلي السكان المعنيين بقرارات التنازل بالصبر، وما عليهم سوى انتظار الوقت المناسب من أجل نقلهم لسكنات اجتماعية لائقة في مراحل قادمة، موضحا أن ولاية الجلفة استفادت من 16 ألف سكن عمومي إيجاري ذي طابع اجتماعي، منها 2700 وحدة سكنية انطلقت الأشغال بها منذ فترة، موضحا في ذات السياق أنه قد تم تسجيل برنامج ضخم بحوالي 16 ألف وحدة سكنية ستساعد على القضاء تدريجيا على أزمة السكن بالولاية، وتحسبا لأي انزلاق خلال العملية التي تمت تم تجنيد كل مصالح الأمن التي أحاطت الأحياء المستهدفة لتأمين وضمان سلامة هذه العملية من جميع جوانبها والتي تمت في ظروف حسنة سواء ما تعلق بتنظيم عملية الترحيل وتنقل العائلات وتسهيل حركة المرور وضمان أمن ممتلكات المواطنين عن طريق الحافلات عبر شبكة الطرقات، فيما انطلقت عملية التهديم لهاته البناءات الهشة التي تم تهديمها وتسييجها وحراستها لبرمجة مشاريع أخرى بها، مع ضمان تطهير النسيج العمراني من البيوت القصديرية الفوضوية للعائلات المرحلة وسط إجراءات مشددة لتأمين عملها·