تعيش ولاية البليدة خلال السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة انتشرت خصوصا في الأحياء السكنية الجديدة والمتمثلة في تنافس السكان على الاعتناء بأحيائهم وتزيينها بغرس الورود والنباتات بهدف تحسين البيئة التي يعيشون فيها وجعلها أكثر جمالا· وبهذا أصبحت أحياء مدينة الورود مؤخرا فضاء للتنافس على إنجاز أجمل حي وذلك من خلال قيام السكان بكل الخطوات التي تحقق هذا الهدف الذي أصبح يناشده الجميع· ويلاحظ المتجول في مدينة البليدة هذه الأحياء المحاطة بأسوار جميلة المنظر وبوابة كبيرة للدخول ونقطة حراسة تتمثل في غرفة صغيرة يجلس فيها حارس الحي، إلى جانب وضع حاجز حديدي كهربائي يتم التحكم فيه انطلاقا من نقطة الحراسة للسماح بدخول وخروج السيارات والأشخاص· ولدى دخولك هذه الأحياء تجدها روعة في التنظيم والجمال سواء من ناحية حظائر السيارات المتناسقة والحدائق الغناء التي تحيط بعماراتها والتي تزينها مختلف الأشجار والنباتات والأزهار، إلى جانب وجود مساحات خضراء للعب الأطفال مزودة بوسائل التسلية من زلاجات وأرجوحات وغيرها من الألعاب التي تدخل البهجة والسرور على قلوب الأطفال· وجاءت فكرة تزيين الأحياء وإعطائها مسحة خصوصية لأول مرة من حي 110 مسكن اجتماعي تساهمي ببلدية أولاد يعيش الذي أشرف رئيس الجمهورية على تدشينه خلال الزيارة التي قادته إلى مدينة البليدة في 10 سبتمبر 2005، حيث قام سكان هذا الحي بالاشتراك في جمع المال لتهيئة حيهم وبناء سور يحيط بجميع العمارات بهدف تأمين الحي وحمايته من دخول الأغراب وتجنبا لوقوع السرقات· وفي نفس الوقت يلعب هذا السور دورا تجميليا كونه مدهونا بألوان جميلة وتعلوه زخرفات من الإسمنت على أشكال هندسية رائعة· كما قام السكان ببناء غرفة صغيرة لحراس الحي الذين يتداولون ليلا نهارا على السهر على أمن سكانه وبوابة حديدية كبيرة، بالإضافة إلى تعيين بستاني وعاملات نظافة وهو الأمر الذي يساهم في المحافظة على البيئة وخلق مناصب شغل وامتصاص البطالة، إذ يتلقى (عمال) الحي رواتبهم من الاشتراكات الشهرية للسكان التي تستعمل أيضا في صيانة الحي وشراء المعدات اللازمة لذلك· وفي هذا الصدد تم أيضا تعيين رئيس للحي وأمين لصندوق الاشتراكات وأعضاء لجنة الحي، إذ يجتمع هؤلاء بانتظام لمناقشة مشاكل الحي وحلولها والتحسينات التي يتوجب إدخالها عليه لراحة ورفاهية السكان· كما توجد بمدينة البليدة نماذج أخرى لهذه الأحياء على غرار حي (لاكناب) بباب الجزائر بوسط المدينة وأحياء 109 و 119 و 132 و72 مسكنا بديار البحري ببلدية بني مراد التي تعد مثالا في النظام والتناسق العمراني والبيئي· وعكف سكان هذه الأحياء على تأمين الحي بأقصى ما يتوفر لديهم من إمكانيات، علما أن منطقة ديار البحري تعد معزولة نوعا ما وتنتشر فيها الجريمة وتصنف في خانة النقاط السوداء بالولاية·