أفاد مصدر إعلامي أمس الأربعاء نقلا عن الشرطة الفرنسية أن التحقيقات قد كشفت أن المتّهم بإطلاق النّار على المدرسة اليهودية في مدينة تولوز الفرنسية والمشتبه في قتله لثلاثة جنود فرنسيين من أصل شمال إفريقي منذ أيّام هو فرنسي من أصول جزائرية أعلن انتماءه إلى ما يعرف بتنظيم القاعدة، وقام بهاتين العمليتين انتقاما لما يرتكب من جرائم في حقّ البراءة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة· أعلنت الشرطة الفرنسية أمس الأربعاء أنها تحاصر المتّهم بسلسلة من الجرائم التي راح ضحّيتها ثلاثة جنود فرنسيين ثبت أن اثنين منهم ينحدرون من أصول مغاربية، إضافة إلى إطلاق النّار على المدرسة اليهودية (أوزار هاتوراه)، ما أدّى إلى وفاة ثلاثة أطفال يهود تراوحت أعمارهم بين 4 و7 سنوات، إضافة إلى أستاذ في التربية الدينية في العقد الثالث من العمر. وقالت الشرطة الفرنسية إنها تحاصر المتّهم الذي قام بهذه الجرائم انتقاما لأطفال فلسطين حسب تصريحها في مبنى بمدينة تولوز مع وجود مخاوف من إمكانية تلغيمه للمبنى أو تلغيمه لجسده بمتفجّرات حتى يمنع الشرطة من إلقاء القبض عليه حيّا· وأوضحت التحقيقات الفرنسية أن القاتل المفترض يدعى (محمد مراح) وهو فرنسي من أصول جزائرية يبلغ من العمر 24 سنة. وأكّد وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان أن المتّهم سافر إلى أفغانستان وباكستان مرّتين وأعلن عن انتماءه إلى ما يطلق عليه بتنظيم القاعدة، وأكّد أنه قام بهاتين العمليتين انتقاما لأطفال فلسطين. هذا، وتواصل الشرطة الفرنسية المتخصّصة في مثل هذه العمليات محاصرة المبنى الذي يتحصّن فيه المتّهم على أمل القبض عليه قريبا· وقد عرفت هذه الحادثة التي تعدّ الأولى من نوعها في فرنسا منذ ثلاثين سنة اهتماما كبيرا من طرف وسائل الإعلام والسلطات الفرنسية، حيث تمّ تسليط الضوء على حادثة المدرسة التي قتل فيها رعايا من أصول يهودية، في حين أهملت حادثة إطلاق النّار على الجنود الفرنسيين التي راح ضحّيتها جنديان من أصول مغاربية. وذهب اهتمام السلطات الفرنسية بهذه الحادثة إلى أبعد الحدود حين تنقّل وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة رفقة عائلات القتلى ليدفنوا هناك في موطنهم الأصلي حسب اعتقادهم، إضافة إلى مشاركة الرئيس الفرنسي ساركوزي للتلاميذ في كافّة المدارس الفرنسية في الوقوف دقيقة صمت تكريما لقتلى هذا الحادث. ولعلّ ساركو الذي تأثّر كثيرا لهذا الحادث قد اتّخذ هذه الإجراءات وشارك فيها شخصيا لأن الاعتداء استهدف أبناء جلدته من اليهود الصهاينة، في حين أن ضحايا الاعتداء من الجنود لم يكونوا سوى رقما في تعداد الجيش الفرنسي من السّهل تعويضه، خاصّة وأن الضحايا من أصول مغاربية يتحسّس اتجاهها نزيل الإيليزي الفرنسي الصهيوني· ولعلّ ما يتبادر إلى الذهن أمام هذا الوضع الذي تميّز فيه دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى بين الجثث لتكرّم جثث الصهاينة وتهمل جثث العرب هو مطلع إحدى الأناشيد الوطنية للمطرب التونسي لطفي بوشناق في وصفه لمجازر الصهاينة في فلسطين والذي يقول: (هل دمنا ماء وهل دمهم دم؟) سؤال يبقى مطروحا في ظلّ استمرار التنديد الدولي بكلّ ما يمسّ الغرب والصهاينة والصّمت المطبق الذي يخيّم على الجميع حين يتعلّق الأمر بكلّ ما هو عربي ومسلم·