المراهقون هم من بين الفئات المستهدفة من طرف عصابات ترويج المخدرات عبر الأحياء الشعبية التي تذهب إلى استغلال الحالة النفسية للمراهق وربما الاجتماعية بغرض ضمه إلى تلك الجماعات المشبوهة، حتى أنهم باتوا يبيعونها ويروجونها علنا على مستوى أحيائهم ليقصدهم أبناء الحي لذات الغرض، وعادة ما يجذبون المراهق إلى السجائر كطريق أول في العملية لإسالة لعابه، لتتحول تلك السجائر إلى سجائر من نوع خاص محشوة بالمخدرات، وبعد الإدمان عليها والتردد على تلك الجماعات من طرف الشاب المراهق من الممكن جدا أن يستعينوا به في ترويجها بغرض توسيع أو تنشيط العصابة بأفراد جدد يشعون شبابا ونشاطا. يشتكي الأولياء على مستوى العديد من الأحياء الشعبية من تلك العصابات التي تحاول استقطاب أبنائهم إليها بعد إغرائهم بكسب الأموال والسيارات، بحيث يضمونهم إلى جماعاتهم ويكون الإدمان أول خطوة متبعة للالتصاق بتلك الجماعات لتتطور الأمور ويتحول الشخص من مدمن ومستهلك إلى مروج مخدرات· هو فعلا ما هو جار ببعض الأحياء الشعبية على مستوى العاصمة على غرار باب الوادي، بلكور العتيق، المدنية، باش جراح·· التي تكثر فيها الآفة كثيرا كشكل من أشكال الانحراف، والمصيبة أن بعض الشبان باتوا يشهّرون بأنفسهم دون رعب أو خوف، بحيث يعرفهم العام والخاص من أنهم مروجو مخدرات، إلا أنهم وللأسف مجهولين من طرف عناصر الأمن، ويستغرب الكل من ذلك حتى أنهم ليست لهم الجرأة في التبليغ عنهم خوفا على أرواحهم من الأفراد المنتمية للجماعة في حال القبض على رأسها المدبر· التقينا بإحدى الأمهات من العاصمة التي راحت تحكي مصيبتها التي أدت إلى الغدر بابنها الذي لا يتجاوز العشرين سنة وبالنظر إلى سكنهم بحي شعبي سهل ذلك الأمر، بحيث كان ابنها معروف بحسن أخلاقه على مستوى الحي إلا أنه وتبعا للظروف الاجتماعية الصعبة ووفاة أبيه بدأت طباعه تتغير شيئا فشيئا إلى الأسوء، وبعد أن بدأ التدخين في الأول أدمن الاحتكاك بعناصر خطيرة من الحي شاع عنها ترويج المخدرات، بحيث استقطبته الجماعة إليها، وتحولت السجائر العادية التي كانت تحثه دوما على الإقلاع عنها، إلى سجائر محشوة بالسموم ووصل بها الأمر حتى إلى ترصده، وترجت في كم من مرة أحد عناصر الجماعة بالابتعاد عن ابنها الوحيد الذي لم يبق لها سواه بعد وفاة أبيه إلا أنه تجرأ حتى على الصراخ وترديد (أنا اللي يجي لي نبيعلو" بأعلى صوته وكانت خاتمة كل ذلك قتل ابنها الوحيد وهو في ريعان شبابه من طرف أشخاص مجهولين، بحيث قيدت القضية لشخص مجهول وأوصت في الأخير وهي تبكي حرقة على ابنها الأولياء بضرورة رقابة أبنائهم وإبعادهم عن ذلك الطريق لاسيما على مستوى النواحي التي تكثر فيها الآفة والتي بات استقطاب المراهقين الشغل الشاغل لتلك الجماعات· أما سيدة أخرى من مقاطعة أخرى من العاصمة والتي واجه ابنها نفس المصير ونجا من الموت بأعجوبة، لكن لا نجد اختلافا بين حياته ومماته خاصة وأنه فقد عقله بسبب أصدقائه بعد أن كان يضرب به المثل في التخلق وحسن السلوك، بحيث قام أحد أعدائه ولا نقول أصدقائه بوضع قطيرات من محلول مجهول في قدح قهوته ما أوصله إلى الهذيان وفقدان عقله، حتى أنها لا تأتمن على تركه لوحده على مستوى الشوارع، وما كانت تظن أن مصير ابنها سيكون على ذلك الشكل في يوم من الأيام، بحيث ضاع مستقبله بين أعينها وهو لا يتعدى 18 عاماً وهو الآن يتابع علاجه بمصحة عقلية للتخفيف من حدة المخدرات التي كانت توضع له من غير علمه من طرف أناس باعوا ضمائرهم واستبدلوا الصداقة بالغدر·