وقفتُ أتأملها مبهوراً بجمالها وقد ارتدت معطفاً أبيضاً بهي المنظر يليق بسموها وفكرت·· شردت بفكري بعيداً وأنا أضم ذراعي إليّ محاولاً منع البرد القارس من التسرب إلي مدفئاً قلبي بالحب الكبير الذي يملأني لحبيبتي التي صارت بين ليلة وضحاها سكني ودنياي وصارت ترافقني أينما ذهبت· لا تظنوا سادتي الكرام أني أبالغ لو أخبرتكم أني متى ما أنام تنام في عيوني فتحتضنها أجفاني· عدتُ أنظر إلى جمالها البديع وأنا حائر في كل هذا التناقض الذي تحمله، وأي تناقض! ترتدي حلتها البديعة ناصعة البياض فتملأك بالبرد الموحش وتهجم عليك بكل قسوة تحاول أن تشعرك ببردها ووحشتها وجبروتها رغم أنها مغلوبة على أمرها فهي لا تريد إلا أن لا تتركها ولا تريد أن تهابها فهي مُحبة رغم شموخها·· وهي جميلة جميلة جميلة رغم جبروتها لهذا فهي تبكي بياضها، تبكي بردها، تبكي وحشتها، تبكي اشتياقها، تبكي ثلوجها مطراً واشتياقاً للربيع، الربيع الذي حين يطل نطل إليها فنملأها بالمحبة والسرور هي تبكي من أجل الربيع·· ومن أجلكم فيا أيتها الجبال ما أروعك وما أبهى جمالك سادتي الكرام··· عندما تبكي الجبال ثلوجها فلابد للربيع أن يعلن عن نفسه زائراً يطرز بسمة الجبال بالأزهار ولابد لنا أن نسمح للربيع بدخول قلوبنا قبل أعيننا لتزهر حدائق أمانينا· بقلم: حنين محمد حيال/ عن مجموعة الجزائر الثقافية