عرض محل متخصص في بيع الهواتف النقالة وجميع ملحقاتها، بشارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، هواتف أطلق عليها اسم (هواتف جيمس بوند)، صاحب السلسلة البوليسية المشهورة في عالم الجوسسة، وهي هواتف نقالة من نوع نوكيا، ميزتها الأساسية وجود كاميرا سرية بها ذات جودة عالية، وقد عرفت هذه الهواتف النقالة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، لاسيما مع سعرها المناسب لكافة الشرائح الاجتماعية، حيث أنها معروضة بسعر لا يتجاوز 5000 دج، وتحتوي على كافة الوسائط التكنولوجية المتوفرة في باقي الهواتف النقالة الأخرى متعددة الوسائط· وجذبت هذه الهواتف النقالة، المراهقين، والشباب الذين يميلون إلى هذا النوع من المميزات والخصائص التي تبدو في نظرهم مميزة، عن باقي الهواتف النقالة الموجودة لدى باقي الأشخاص، ومع السعر المناسب، فقد لاقت هذه الهواتف رواجا كبيرا، مقارنة بغيرها من الهواتف الأخرى، وإن كانت من جهة أخرى، قد سببت كثيرا من الخوف والقلق لدى فئة أخرى من الذين يخشون التكنولوجيا، في حال وقوعها بين أيدي أشخاص، لا يبالون بحرية واحترام الآخرين، ومادام أن الميزة الأساسية لهذه الهواتف النقالة، هي سرية كاميرا الفيديو الموجودة بها، فإنه حسب بعض من تحدثنا إليهم على مستوى المحل المذكور، من الفتيات على وجه التحديد، قد تصبح مصدر تهديد، خاصة إن كان من يقومون باقتنائها هم من هواة تصوير الأشخاص وانتهاك خصوصياتهم، مع ما تعرفه ظاهرة ترويج وتعميم صور المواطنين على المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كالفيس بوك والتويتر وغيرها، سواء بعد تركيبها، وتغييرها، أو مثلما كانت عليه في البداية، وهي الظاهرة التي تسببت في كثير من الحوادث المأساوية، كان ضحاياها أبرياء وبريئات، لا ذنب لهم، إلا أنهم دفعوا ضريبة تهور وانتقام بعض الأشخاص المنحرفين، الذين طوعوا التكنولوجيا لخدمة أغراضهم الدنيئة· أما من جانب آخر، فقد اعتبر بعض الشبان، هذه الهواتف عملية وسهلة الاستعمال، ومادام أن التقاط الصور ومقاطع الفيديو، صار الهواية الأكثر شيوعا بين أوساط الكثيرين، فإن هذه النوعية من الهواتف النقالة تسهل لهم الأمر كثيرا، خصوصا في حال تواجدهم في أماكن لا يسمح لهم فيها بالتصوير، أو يجدون صعوبة في ذلك، وبالتالي فإن من أطلق اسم هواتف جيمس بوند على هذه النوعية من الهواتف النقالة لم يكن مخطئا بكل تأكيد، حيث تمنح هذه الهواتف مع هذه الميزة بالذات، التي تحتوي عليها، شعورا مثاليا لأصحابها، بالتفوق، والتميز عن الآخرين، وفي كل الأحوال، فإنه ينبغي الحذر سواء كانت كاميرا الهاتف النقال سرية أم لا، وينبغي على الكثيرين الانتباه إلى تصرفاتهم وسلوكاتهم في الخارج، وفي كل مكان يتواجدون فيه تفاديا لالتقاط صور لهم في وضعيات ربما قد لا يرضون عنها فيما بعد، وإذا ما علمنا أن هنالك الكثير من الوسائط التكنولوجية التي تسهل انتهاك حرمات الآخرين، فإن الحيطة والحذر تصبح الوسيلة المثلى والأولى لتفادي الوقوع بين أيدي أشخاص لا يعيرون اعتبارا لأية مبادئ·