في الوقت الذي ظهرت فيه الكثير من موديلات وماركات الهواتف النقالة، ذات الوسائط التكنولوجية المختلفة، وذات اللوحات الرقمية، وكذا نوعية الصورة عالية الجودة، بالإضافة إلى الكثير من الامتيازات الأخرى، وبأسعار تنافسية للغاية، جعلت الإقبال عليها كبيرا من الجنسين، ومن مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، إلا أن هنالك فئة لا تستهويها آخر ما تطرحه سوق الهواتف النقالة لإدراكها أن هذه الأخيرة ستكون هدفا رئيسيا للصوص الهواتف المحمولة الذين انتشروا بصورة كبيرة في مختلف شوارعنا وأحيائنا، ولعل كثيرا من المواطنين تعرضوا مرة أو أكثر إلى عملية سرقة هاتف نقال، أو محاولة سرقة على الأقل· ومن أجل تجنب كافة النتائج السلبية المترتبة عن سرقة الهاتف النقال، من ضياع المبلغ المالي الكبير الذي دفع فيه، وضياع شريحة الأرقام، وبطاقة الذاكرة التي يمكن أن تحتوي الكثير من الأسرار والصور الشخصية ومقاطع الفيديو المختلفة، يصبح شراء هاتف نقال بسيط ليست فيه أية ميزات أو مثلما يشار إليه باللهجة العامية (حطبة)، الحل الوحيد بالنسبة لكثير من المواطنين، خاصة فئة الأطفال وكبار السن، أو حتى بعض الفتيات والسيدات، اللواتي يعتبرن في الغالب الأهداف المفضلة للصوص الهواتف النقالة في أحياء وشوارع العاصمة المختلفة· وعرفت ظاهرة سرقة الهواتف النقالة في الجزائر، تصاعدا رهيبا، حيث سجلت مصالح الأمن عبر الوطن، خلال السنة الماضية، 1317 قضية تخصّ سرقة الهواتف النقّالة بعدما تعرّض أصحابها لعملية النّهب بمختلف الطرق، ما جعلها تشير إلى أن ستّة هواتف نقّالة تُسرق يوميا بالجزائر، وتصدرت قضايا سرقة الهواتف النقالة عرش مجمل قضايا الإجرام التي تسجلها مختلف مصالح الأمن الوطني، فيما قامت بوضع عدد من الإجراءات والخطوات الخاصة بالنسبة لكل من تعرض لمثل هذا النوع من السرقة، وتنصح مصالح الأمن المواطن الذي يتعرض لسرقة هاتفه النقال، إلى الشروع فورا في تقديم شكوى لدى دائرة الشرطة الأقرب من موقع الحادث من خلال تسجيل الشكوى وتقديم رقم الهوية ورقم الهاتف المحمول الذي تعرض للسرقة إلى جانب (رقم IMEI) السري، ثم إرسال تقرير عن السرقة لصالح شركة الهاتف المتعامل معها من أجل تعطيل الخط· وإلى جانب ذلك، من الضروري على كل مواطن رجلا كان أم امرأة، الانتباه جيدا عند استعمال هاتفه النقال، لا سيما في الشارع وفي الأماكن العمومية، وبشكل أدق في الأماكن والزوايا الخالية، في أحياء وشوارع العاصمة، وتجنب استعمال الهاتف النقال فيها بأية وسيلة ومهما كانت المبررات، بالإضافة إلى الامتناع عن منح الهاتف النقال لأي كان، حيث أن كثيرين صاروا يتحججون بضرورة إجراء مكالمات هاتفية مستعجلة، ويتقدمون من المواطنين على هذا الأساس، وبمجرد ما يمنحونهم هواتفهم النقالة بنية مساعدتهم حتى يفروا بها، ليبقى الانتباه ورفع درجة اليقظة والحذر أهم وسيلة لتجنب عمليات السرقات، وما قد يتبعها من حوادث واعتداءات على صاحب الهاتف النقال، وإما اللجوء إلى الحل الأبسط والأوفر وهو اقتناء هاتف نقال بسيط لا توجد فيه أية مميزات تغري بسرقته·