تقاطعت دعوات عدد من العلماء والدعاة والأئمة والمجاهدين في تأكيد أهمّية وضرورة المشاركة القوية في انتخابات الخميس القادم التشريعية، مشيرين إلى أنه بغض النّظر عن طبيعة الأحزاب والقوائم والبرامج المتنافسة على الفوز بثقة ملايين النّاخبين فإن التوجّه إلى مكتب التصويت والإدلاء بصوت انتخابي (واجب وطني وشرعي)· مع اقتراب استحقاق الانتخابات التشريعية تزايد عدد المنادين بضرورة التصويت بكثافة، (ولو بورقة بيضاء)، بهدف قطع الطريق أمام كلّ (محاولات التخلاط) التي تستهدف ضرب استقرار الجزائر وغلق الأبواب في وجه دعاة الفوضى المتربّصين بأمن البلاد· وإضافة إلى زعماء الأحزاب ومنشّطي الحملة الانتخابية، من متصدّري قوائم التشريعيات وغيرهم، فإن عددا من المجاهدين وعلماء الأمّة وبعض الدعاة رفعوا أصواتهم مطالبين عموم الجزائريين بالتوجّه بقوّة إلى مكاتب التصويت (ليس من أجل فلان أو علان·· وإنما من أجل الجزائر)· ووجّه مجاهدون قدامى ينتمون إلى مجموعة الجمعيات ال 41 والولاية التاريخية السابعة يوم الجمعة بالعاصمة الفرنسية باريس نداء من فرنسا للجزائريين المقيمين بفرنسا للتصويت (بقوّة) في 8 و9 و10 ماي في إطار الانتخابات التشريعية· وأكّد أصحاب النّداء المعنون ب (أيّها المواطنون إلى صناديق الاقتراع): (اليوم لا يحقّ لأحد الامتناع عن المشاركة في المواجهة الديمقراطية المفتوحة بالجزائر)، معتبرين أنه (أبدا لم يسبق اكتشاف أفضل وسيلة للتعبير كالتصويت الذي يعدّ جوهر الديمقراطية)· واعتبر المجاهدون أن التشريعيات المقبلة تندرج في إطار (المسار الديمقراطي الذي يتمّ وضعه بالجزائر) وهو (مسار حظي بدفع حاسم خلال الأشهر الماضية من خلال اعتماد عدّة أحزاب سياسية جديدة، ممّا سمح بتوسيع الحقل الديمقراطي الذي يعدّ اليوم ما لا يقلّ عن 46 حزبا سياسيا)، مؤكّدين أن "هذا التوسيع يعكس بعد (التفتّح السياسي السائد بالجزائر)· وأضاف محرّرو النّداء أن التفتّح السياسي يرمي إلى إعطاء الكلمة لكلّ مواطن ومنح كلّ تشكيلة سياسية إمكانية وقدرة الدفاع عن خياراتها عن طريق السبيل الديمقراطي· ويرى هؤلاء المجاهدون القدامى وأعضاء الجمعيات أن هذا التصويت بمثابة (التفاتة تضامن وطني اتجاه مواطنينا المقيمين بالبلد ومساهمة مهاجرينا منذ الثورة التحريرية في التشييد الوطني القائم بالبلد)، وأضافوا أن (التصويت هو تمسّك بقيم بلدنا ودليل على دعمنا للجهود التي يبذلها من أجل تشييد جزائر جديرة بثورة نوفمبر)· ويرى النّاطق باسم المجموعة رابح محيوت أن هذا النّداء المشترك يعكس (العمل الفريد من نوعه الذي يقوم به كافّة أعضاء الجمعيات والمتمثّل في الدفاع عن حقوق المجاهدين القدامى وذوي الحقوق)· وأكّد السيّد محيوت وهو مؤسس ورئيس مجموعة الدفاع عن حقوق قدامى الودادية أن المجموعة المتكوّنة من 200 منخرط (مناهضة للفكر السياسي لكن نضالية، كما تستمدّ مبادئها من قيم نوفمبر وتعمل جاهدا على دعم المسار الديمقراطي في الجزائر)· وتضمّ مجموعة جمعيات ال 41 والولاية التاريخية السابعة ومقرّها باريس مجموعة الدفاع عن حقوق قدامى الودادية وودادية جزائريي (إيل دو فرانس) وجمعية المتقاعدين الجزائريينبفرنسا، وكذا جمعية أصدقاء المغرب العربي· وكان الشيخ أبو بكر جابر الجزائري، المدرّس بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنوّرة، قد دعا الشعب الجزائري إلى المشاركة المكثّفة في الانتخابات التشريعية ليوم 10 ماي المقبل من أجل (صنع مستقبل زاهر) و(تفويت الفرصة على المتربّصين بالجزائر)· وحثّ الداعية في نداء وجّهه إلى الشعب الجزائري الجزائريين على الحفاظ على كرامة وعزّة وطنهم قائلا على وجه الخصوص: (أبنائي، إخواني الكرام في الجزائر وخارجها، أجدادكم وآباؤكم دفعوا الغالي والنّفيس من أجل كرامة الجزائر وعزّتها فحافظوا على هذه الكرامة والعزّة التي صنعوها بدمائهم الطاهرة، وأن تكونوا في الموعد الهام للمشاركة في الانتخابات التشريعية يوم 10 ماي 2012 لصنع مستقبل زاهر لجزائرنا وتعزيز ورسم الشهامة الجزائرية المعروفة)، وأضاف: (يا شابّات وشباب الجزائر يجب عليكم أن تفوّتوا الفرصة على المتربّصين بجزائرنا، وأن يكون ربيعكم الجزائر فقط، وأن تحذروا من الذين يسعون لخلق الفتنة في أوساطكم، وأن تلتفّوا حول قائدكم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، رجل المصالحة الوطنية)· كما أعرب الشيخ أبو بكر جابر الجزائري عن ثقته التامّة في أن (الجزائريات والجزائريين سيكونون بالمرصاد لكلّ المتربّصين، وأن يكونوا في موعدهم التاريخي، وأن يحموا بلادهم وهذا عن طريق المشاركة المكثّفة في هذا الموعد الهام)· وممّا جاء أيضا في نداء الداعية قوله: (أيّها الشعب الجزائري المسلم الأبي المجاهد أدعوك إلى أن تلتزم بكتاب اللّه وسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وأن تتآخوا وتتعاونوا، وأن ترصّوا الصفوف كما عودتنا دائما· وصيتي إليكم وأنا بالمسجد الحرام بالمدينة المنوّرة أن تتحلّوا بالصبر، وأن توحّدوا كلمتكم حتى يقوى عضدكم تطبيقا لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا})، وخلص إلى القول: (أسأل اللّه العليّ أن يوفّق الشعب الجزائري لما يحبّه ويرضاه ودعائي أن يحفظ البلاد والعباد، وأن يسدّد خطاهم ويجنّبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعل كيد أشرارهم في نحورهم، وأن يقود الجزائر إلى الخير والصلاح)· ومن جهتهم، ارتأى العديد من أئمة مساجد القطر الوطني تحسيس المواطنين بضرورة أداء الواجب الانتخابي، مشدّدين على أن الأمر لا يتعلّق بسلوك سياسي لدعم جهة معيّنة بقدر ما هو سلوك يعبّر عن روح المواطنة، داعين إلى التوجّه بقوّة إلى مكاتب التصويت وتفويت الفرصة على كلّ المتربّصين بالجزائر· وكان الشيخ شمس الدين بوروبي قد أصدر قبل أيّام فتوى اعتبر فيها الانتخاب واجبا شرعيا، مؤكّدا أن الامتناع عن الانتخاب وتسجيل نسبة عزوف عالية من شأنه فتح الأبواب أمام التدخّل الأجنبي، وهو ما يفرض على كلّ جزائري الذهاب للتصويت في يوم العاشر ماي·.