أن تصدر معاكسة من شاب في مقتبل العمر من الممكن جدا أن يتقبلها الواحد منا على الرغم من مخالفتها للآداب العامة ونفسِّرها على أنها من مخلفات تهور وطيش بعض الشبان، لكن أن تصدر من شيخ طاعن في السن باتجاه فتاة تحت العشرين ذلك ما يجلب الحيرة والدهشة، لكن للأسف هو ما بات متفشياً في مجتمعنا من مظاهر لا أخلاقية تبعد عن شيم أعرافنا وتقاليدنا المتجذرة· خ· نسيمة بحيث صارت تشتكي الفتيات من التصرفات التي باتت تصدر من بعض أصناف الشيوخ الذين راحوا إلى الركض واللهث وراء فتيات في عمر حفيداتهم على مستوى الشوارع، وراحوا حتى إلى إغرائهم بالسيارات الفخمة وبالأموال الطائلة من أجل إخضاعهم لرغباتهم الدنيئة· قد يلفت انتباهك على مستوى الشارع شيخ في أبهى حلة وبطقم أنيق وهناك حتى من راحوا إلى استعمال مثبت الشعر والعناية بهيئتهم الخارجية واستعمال أرقى العطور لحاجة في نفس يعقوب، محورها الرئيسي الركض وراء الفتيات الصغيرات على مستوى الشوارع، ولحقتهم عدوى المعاكسة بعد أن كانت مقتصرة على الشبان قصد ربط علاقات غرامية قد تكون نهايتها الزواج، أما الشيوخ فلا تبرير لتلك الأفعال التي تبرهن على عيشهم مراهقة متأخرة بإطلاق تلك الأفعال بصوب البنات الصغيرات اللواتي يندهشن لجرأتهم على مستوى الشوارع فيذهبون إلى إرسال ابتسامات وحتى إطلاق عبارات جريئة ودعوة الفتيات إلى الركوب معهم في سياراتهم وإطلاق إشارات مبهمة إلى غيرها من التصرفات التي لا تتوافق مع سنهم وتجلب الحرج لهم· ما سردته بعض الفتيات اللواتي كان لنا معهن حديث، بحيث أكدت معظمهن الظاهرة والأفعال التي صارت تصدر من بعض الشيوخ على مستوى الشوارع، بحيث يظهرون طمعهم في ربط علاقات مع فتيات في عمر بناتهن أو حتى حفيداتهن، ما قالته الآنسة كريمة 21 سنة التي عاشت المأساة في كم من مرة مع كهول وشيوخ على الرغم من صغر سنها، بحيث يلمحون بنظراتهم بإعجابهم الكبير بها، وتجرؤوا حتى إلى محاولة التحدث معها والركض وراءها في الشوارع، لتضيف أنها تدهش كثيرا لتلك المواقف الحاصلة من فئاتهم ولو صدرت من شبان لهان الأمر قليلا، لكن أن تصدر من كهول في سن أبيها وشيوخ غزا الشيب شعرهم ذلك ما لا تستطيع تقبله· نفس ما عايشته وافية التي قالت إن بعض الشيوخ من المؤكد أنهم جنوا بدليل الأفعال الطائشة التي صارت تصدر منهم على مستوى الطرقات، بل راحوا حتى إلى معاكسة الفتيات بطريقة علنية على مستوى الشوارع دون أدنى خجل أو مراعاة للآخرين، بحيث في مرة راح أحدهم يناديها عندما كانت تستقل الطريق وسط جمع من الناس وكأنه يعرفها من قبل، وما كان عليها إلا استكمال خطواتها وانتابها الشعور بالخجل، خاصة وأن التصرف كان بمكان عمومي مما يؤكد أن هؤلاء رموا بالأخلاق والآداب عرض الحائط· وما أكده الجميع أن بعض أصناف الشيوخ صارت أمكنتهم المفضلة مداخل الثانويات والجامعات، وكذا محطات النقل العمومية التي صاروا يتوافدون عليها مشاة وراكبين بسياراتهم لجذب اهتمام الفتيات وإطلاق العنان لسلوكاتهم الغريبة·