يواصل اللاعب السابق لفريق شبيبة القبائل والمنتخب الوطني خلال عشرية الثمانينيات ومطلع التسعينيات سرد مسيرته الكروية، حيث سنتعرف في الجزء الثاني لهذا العدد، عن الكثير من أسراره الكروية، لم يسبق وأن أباح بها من قبل· في عدد اليوم سيكشف لنا مراد رحموني عن المدرب الأساسي خلال المدة التي تزامن فيها الثنائي زيفوتكو وخالف محيي الدين، ورأيه فيما يقال إن العديد من الألقاب التي حصلت عليها الشبيبة في تلك الفترة كانت بمساعدة بعض الحكام، وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية أكثر، نترككم مع نص الجزء الثاني من حوار مراد رحموني· ** تزامن وجودك في الشبيبة وجود المدرب البولوني زيفوتكو والمدرب خالف محيي الدين، أيهما الذي كان المدرب الأساسي؟ * خالف محيي الدين هو المدرب الأساسي، أما زيفوتكو فمهمته كانت ترتكز على تحضير اللاعبين من الجانب البدني، لكن الميزة الذي كان يمتاز بها زيفوتكو أنه متخرج من أكبر المعاهد الأوروبية في اختصاص التحضير البدني، الأمر الذي جعل لاعبي الشبيبة في تلك الفترة يمتازون على غيرهم من لاعبين أندية القسم الوطني الأول بالجانب البدني، وكان لهذا الجانب عامل أساسي في قوة لاعبي الشبيبة في تلك الفترة، فلم نكن نعرف معنى الكلل والتعب، إلى درجة أننا كنا ننهي المباريات أكثر مما نبدأها من الجانب البدني، وعلى مدار مسيرتي الكروية لم أعمل مع مدرب مثل زيفوتكو· ** إذن صحيح ما يقال على أن قوة الشبيبة في عشرية الثمانينيات تعود إلى المدرب زيفوتكو؟ * لا لا، حتى المدرب خالف محيي الدين كان له دور كبير في قوة الشبيبة آنذاك، ولا أحد ينكر العمل الذي كان يقوم به خالف، بدليل أن المنتخب الوطني خلال الفترة التي تولى تدريبه حقق نتائج كبيرة، وصل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا بنيجيريا عام 1980 وكان وراء الفوز التاريخي في مونديال اسبانيا 1982، كما قاد المنتخب الوطني إلى احتلاله المركز الثالث في نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1984 بكوت ديفوار· ** ماذا تقول بشأن من يقول على أن هناك بعض الألقاب التي حصلتم عليها خلال عشرية الثمانينات مردها إلى انحياز الحكام ومساعدة بعض الفرق للشبيبة في نهاية البطولة؟ * تهمة لا أساس لها من الصحة إطلاقا، وأتحدى من يقول هذا الكلام، فالحمد لله جميع الألقاب التي حصلت عليها الشبيبة سواء في عشرية الثمانيات أو خلال العشرية التي سبقت ذلك، أو حتى خلال عشرية التسعينيات أو العشرية الحالية كانت بعرق اللاعبين وإدارة النادي والعمل الكبير الذي يقوم به المدربين وحتى الأنصار· ** مثلا ماذا تقول بشأن اللقب الوطني لعام 1989، كون تتويجكم باللقب جاء بعد عودتكم بفوز من عنابة قيل حينه إنه مشكوك في أمره؟ * حتى وإن مضى على تلك المباراة حوالي 20 سنة، للتاريخ أقول أن فوزنا على اتحاد عنابة كان رياضيا، وكنا مطالبين بانتزاع نقاط الفوز للفوز بلقب البطولة، كون مولودية الجزائر كنا على علم مسبقا أنه سيفوز في بلعباس على الاتحاد المحلي، فلو تعادلنا فقط فلقب البطولة كان سيعود للمولودية، الأمر الذي جعلنا ندخل المباراة من أجل الفوز وهو ما تحقق في نهاية المطاف، فأين الشبهات من هذا الفوز، في وقت أن مولودية العاصمة كانت قد فازت هي الأخرى خارج القواعد· ** كم عدد الألقاب التي حصلت عليها مع شبيبة القبائل؟ * حُزت على عشرة ألقاب، خمس بطولات وثلاثة كؤوس للجزائر ولقبين قاريين، ولا أظن أن هناك لاعبا ما حاز على كل هذه الألقاب الوطنية والقارية· ** أيهما أعز الألقاب إليك؟ * جميع الألقاب غالية عندي، فلكل لقب طعم خاص، فأنت تحصل على لقب ما عليك أن تبذل كل مالديك من إمكانيات، لكن الذي يجب أن نقوله هناك ألقاب لها طعم خاص· ** أي هذه الألقاب التي لها طعم خاص؟ * كأس الجزائر التي فزنا بها في عام 1986 على وفاق القل، حيث جاء هذا الفوز قبل دقائق قليلة من انتهاء الوقت الإضافي بهدف وقعه اللاعب علي فرقاني، كما أن كأس إفريقيا للأندية البطلة في بداية التسعينيات، وكأس الكؤوس الإفريقية لعام 1995 أمام نادي جوليوس برغر النيجيري· ** كم نهائي كأس الجزائر خسرته؟ * خسرت نهائيين، الأول أمام اتحاد بلعباس في عام 1992 والكأس الثاني في عام 1999 أمام اتحاد العاصمة وهو العام الذي اعتزلت فيه الميادين بصفة نهائية· ** قلت لي بداية حوارنا لعبت شباب برج منايل في عام 1993، ماهو السبب الذي جعلك تترك الشبيبة وأنت في أعز عطائك؟ * تركت شبيبة القبائل في تلك السنة بسبب المشاكل الإدارية التي كان يعيشها الفريق، فبعد انتخاب مولود عيبود قررت ترك الشبيبة واللعب لشباب برج منايل رفقة زميلي مراد عمارة، لكن مع نهاية موسم رجعت من جديد إلى الشبيبة لألعب لها ست مواسم كاملة إلى أن اعتزلت الكرة· ** ما نوعية المشاكل التي حدثت بعد انتخاب مولود عيبود على رأس الفريق، علما هذا الأخير وحسب ما قلته لنا كان من بين الذين ساهموا في بروزك في الشبيبة في أولى مبارياتك معها؟ * بيني وبين مولود عيبود غير الخير، وعلاقتي معه على أحسن ما يرام إلى حد اللحظة منذ أن كنا لاعبين معا في الشبيبة، كل ما في الأمر أن انتخاب عيبود قابلته مشاكل كبيرة، اضطرني إلى ترك الشبيبة، فبما أنني كنت لاعبا لم يكن يهمني اسم الشخص الذي يرأس الشبيبة بقدر ما يهمني مصلحة الفريق ومصلحتي· ** أتذكر جيدا أن عدة فرق طلبت خدماتك قبل انتقالك إلى شباب برج منايل على أي أساس اخترت هذا الفريق؟ * كما لا يخفي على أحد أن شباب برج منايل في تلك الفترة كان من بين أحسن الأندية على المستوى الوطني، بدليل إنهائه البطولة في الصف الثاني في موسم 92 - 93، وشارك في ذلك الموسم في المنافسات القارية، ورئيس النادي المرحوم عمي علي تحانوتي هو الذي كان وراء انضمامي إلى فريقه، فبعد أن كنت على وشك الانتقال إلى مولودية العاصمة أقنعني باللعب لفريقه شباب برج منايل رفقة مراد عمارة· ** على ذكر شباب برج منايل الذي ينشط حاليا في القسم الجهوي لرابطة الجزائر، ألا ترى أن سبب وجوده في هذا القسم إلى افتقاده لرجل مثل المرحوم تحانوتي؟ * هذا أمر مفروغ منه، ولا أحد يختلف فيه، بدليل أنه فور وفاة عمي علي رحمه الله دب الشقاق في الفريق، فكان مصير شباب برج منايل النزول الحر إلى أدنى الأقسام، فلا يعقل أن يبقى فريق مثل شباب برج منايل الذي كان أحد أقطاب الكرة الجزائرية لعدة سنوات حبيس القسم الجهوي الأول، وهو القسم الذي لا يليق بمقام فريق نشط نهائي كأس الجزائر عام 1987 واحتل المرتبة الثانية أكثر من مرة في البطولة الوطنية، ولعب له لاعبين كبار، العديد منهم حمل الألوان الوطنية· ** لماذا رجعت إلى شبيبة القبائل بعد موسم واحد لشبيبة القبائل؟ * لو لم يستعد فريق الشبيبة هدوءه بعد انتخاب موح شريف حناشي لبقيت في شباب برج منايل، فبعد أن كنت على وشك تجديد عقدي لموسم آخر في شباب برج منايل، اتصل بي حناشي وطالب مني العودة، وحين طرحت ذلك على عمي علي رحمه على أن حناشي طلب مني العودة، لم يعترض سبيلي، وقد وعدته على أنني لن ألعب إلا لشبيبة القبائل وإذا قررت ترك هذا الفريق فسأعود من جديد إلى شباب برج منايل، الأمر الذي جعله لم يعترض سبيلي وتمنى لي التوفيق· ** مادامت علاقتك مع تحانوتي كانت أشبه بعلاقة الأب مع والده، كيف استقبلت خبر وفاته؟ * تمنيت أن لا تطرح عليّ هذا السؤال حتى لا أتذكر لحظة سماعي خبر وفاة عمي علي، وهي لحظات لا أستطيع أن أعبر لك عن مدى حزني الشديد لفراق عملي علي، وهذه هي سنة الحياة كل نفس ذائقة الموت، أدعوا بهذه المناسبة العلي القدير أن يتغمد عمي علي برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه، (إنا لله وإنا إليه راجعون)· ** كم من موسم قضيته مع الرئيس موح شريف حناشي؟ * خمس مواسم كاملة من موسم 1993 - 1994 إلى 1998 -1999، كانت مواسم رائعة· ** ما الفرق بينه وبين الرئيس الراحل بن قاسي؟ * كلا الرجلين لهما نظرة واحدة تجاه الفريق، بدليل حناشي استطاع خلال فترة رئاسته للشبيبة أن يحافظ على مكانة الفريق ضمن الأندية الجزائرية الكبيرة، صحيح أن الشبيبة سجلت نوعا ما تراجعا مقارنة بما كان عليه الفريق خلال عشرية الثمانينيات، لكن هيبة الشبيبة بقيت في الفريق إلى حد اللحظة· وعلى ذكر حناشي فإنه ليس غريبا على شبيبة القبائل، فقبل أن يتم انتخابه على رأس الفريق في عام 1994 ترأس فرع كرة القدم، وقبل ذلك كان مسيرا في الفريق، وإضافة إلى كل هذا كان حناشي لاعبا في الشبيبة لجميع أصناف الشبيبة، وفي المنتخب الوطني· ** كم كان سنك حين اعتزلت اللعب في نهاية موسم 1998 -1999؟ * 36 سنة· ** سن متقدم أليس كذلك؟ * قد يبدو لك ذلك، لكن بالنسبة لي أرى أنني اعتزلت اللعب في أعز عطائي، فكنت قادرا على اللعب ليس لموسم آخر بل لعدة مواسم· ** إذن لماذا اعتزلت؟ * لكل بداية نهاية، فحتى وإن لم أعتزل في ذلك الموسم فالاعتزال لا مفر منه، فهو كالموت يدركك حتى ولو بلغ سنك فوق الخمسين، فمادام الأمر كذلك، فضلت وضع حد لمشواري الكروي وأنا في قمة عطائي، ورغم العروض التي توصلت بها بعد تركي لشبيبة القائل، إلا أنني فضلت عدم التراجع عن قرار الاعتزال· ** ألم تندم؟ * لا لا، لم أندم خاصة وأني اتخذت قرار الاعتزال عن قناعة وفي عز عطائي حتى وإن بلغت من العمر 36 سنة· يتبع ···