هو من طينة الكبار، لعب أكثر من 12 سنة مع الشبيبة، نال كأس رابطة الأبطال الوحيدة عام 1981، وكان حارسها الأمين طيلة هذه الفترة، عُرف بحبه الكبير للمدرب خالف وبمشاكله الكثيرة التي تنتج عن نرفزة شديدة، كانت تميز دائما ميزاجه في الفريق سواء فازوا أو خسروا، وهو الذي عرف فيما بعد بصفعته القوية، التي لطم بها وجه الحكم المعروف مجيبة في إحدى المخالفات عام 1985، لكن شفعة المونديال هي التي منعته من العقوبة يومها، كان أحب حارس إلى خالف حتى اتهمه البعض بجلبه للمنتخب في سن العشرين فقط... أكيد أنه لو نسترسل في المواصلة لن ننتهي من وصفه وخاصة محبي الشبيبة.. لكي لا نطيل عليكم ضيفنات لهذه المرة هو الحارس السابق للشبيبة والفريق الوطني مراد عمارة الذي فتح قلبه ل"الشباك"، وأبى إلا أن يكشف لنا عن أمور جد خطيرة، كانت تحدث في المنتخب الوطني وشبيبة القبائل قبل رحيله من الفريق القبائلي لشباب برج منيال عام 1992، وفي هذا المشوار كله يقول الشيخ عمرة ما يقول في البداية أين يتواجد عمارة مؤخرا؟ أنا الآن مرتاح في بيتي مع أولادي، وغادرت جو العمل بسبب الوسط المتعفن الذي صرنا نعيش فيه مؤخرا، خاصة في الشبيبة، إلا أن هذا لا يمنعنا من متابعة النتائج لحد الآن، والتي أقنعتني نوع ما لأني سبق أن شاهدت مستوى القبائل في فترات سابقة، لكن هذا العام المستوى نقص. هل أنت مقتنع بما قدمه الشبان لحد الآن؟نت مقتن لكي نكون واقعيين، إن نتائج الفريق لحد الآن مقنعة، رغم أنهم لم يتأهلوا خلال منافسة الكأس إلى النهائي وغابوا عن المقدمة في البطولة، لكن بالرغم من هذا إلا أنه وبمثل تلك المجموعة الشابة، لقد قاموا بعمل جيد للغاية، لا تنسوا أن الخبرة ناقصة لدى الجميع ولا يجب الحكم عليهم أيضا من موسمهم الأول، فهم الآن شبان، ولذا جب أن نبقى ورءهم بلقول فقط أنهم ليسوا لاعبين أو أمر آخر لو يعرض عليك العودة إلى الفريق في الوقت الحالي هل ستقبل؟ بالطبع سأقبل، أنا دائما في خدمة الفريق ولكن بشروط، فهذه الأخيرة هي السبب إبتعادي عن الشبيبة، يوم كنت على وشك الإستقرار على رأس إدارة الشبان، لكن ولسوء الحظ لم نتفاهم في تلك الفترة فغادرت، لكن أنا دائما في خدمة فريقي المفضل خصوصا مع توفر الإمكانات الحالية. بعد مرور أكثر من أربع سنوات على رحيلك هل يمكن معرفة الأسباب؟ يضحك... لا لم تمر بعد أربع سنوات أليس كذلك، لقد كانت تجربة جيدة في الفريق الذي لعبت فيه كامل عمر الكروي، لقد قضيت فيه أحسن الأيام، لكن وكما سبق وأن أوضحته في العديد من المرات، كانت بسبب ظروف العمل مع الرئيس القبائلي، حيث وبعدما كنت قد غادرت من الأكابر، عرضوا علي العمل مع الفئات الشبانية، لكن بسبب ضروف العمل التي لم تكن متوفرة في تلك الفترة قررت الرحيل، وهذا بالرغم من أنه كانت هناك عروض أخرى حتى من الرئيس، إلا أني رفضت العودة بسبب التمسك بشروطي التي أمليتها على المسؤولين وأنا لحد الآن "صافي مع ضميري". يعني هذا أنك لا تملك أي مشكل مع حناشي أم ماذا؟ بالطبع لا أملك أي مشكل مع موح شريف، ففي كل مرة نلتقي معا نرتشف القهوة معا في تيزي وزو، وأنا لم يسبق لي أن إختلفت معه وحتى لما غادرت كانت في أجواء أخوية كبيرة...إذ لم يسبق لأي منا أن تجاوز حدوده مع الآخر، ولهذا فأنا لحد الآن أملك علاقة طيبة معه. لو نتحدث قليلا عن علاقتك مع الشبيبة؟ علاقتي بالشبيبة كانت كعلاقة أي شاب يريد لعب الكرة، وكانت البداية من نادي بوخالفة الذي أمضيت معه عام 1973، لكي ألعب كإحتياطي، لكنني سرعان ما وصلت إلى الفريق الأول، وبالمقابل ذلك ففي الوقت الذي كنت ألعب في صنف الأشبال، لعبت في الجهة المقابلة مع الأكابر لقاءات البطولة في ملعب أول نوفمبر، وكانت عادة عبارة عن مبارايات إفتتاحية للشبيبة فوق أرضية ملعب أوكيل رمضان، مع العلم أنه الملعب الوحيد المتواجد بتيزي وزو. أكيد أن الإلتحاق كان بعد المعانية؟ كما قلت لك، عاينني في تلك الفترة الكثير من أعضاء الإدارة، لأنهم لم يؤمنوا كيف لحارس من صنف الأشبال أن يلعب مع المنتخب الوطني، وبعدها الفريق الأول وعمري لا يتجاوز آنذاك 16 سنة، لكنني فرضت نفسي وكنت أحسن من حارس بوخالفة، فتألقت ووصلت إلى الشبيبة بعد عامين فقط من اللعب، وهنا وقعت مع أواسط الشبيبة من جانب، ومن جانب آخر كنت أتدرب مع الأكابر وألعب معهم في كل مرة تكون هناك لقاءات رسمية. هل تتذكر أول مقابلة لك في صنف الأكابر؟ كانت موسم 1979/1980، وبالضبط ضد مولودية الجزائر، في مقابلة كانت تبدوا صعبة جدا علينا، لكنني ويوم أبعد سرباح بسبب مشكل حدثت له مع خالف، وتنقل بعدها إلى القبة، وكان حرب هو الآخر قد رحل، قررت أن أعود كأساسي بعد إشارة من الإدراة، ومنذ ذلك اليوم الذي حققنا فيه فوزنا بنتيجة هدفين لصفر على ما أتذكر، سجلهما اللاعب بلمو، لم أفقد أبدا مكانتي كأساسي إلى غاية إعتزالي اللعب عام 1992، بعد كأس الجزائر التي حملناها من يد الرئيس وضياف. وكيف وصلت للمنتخب الوطني؟ لقد كان الجميع وبعض الصحافة خاصة يروجون لإشاعة، أني وصلت للمنتخب بفضل خالف، لكن في الحقيقة هم لم يكونوا يستهدفوني أنا، بل المدرب الوطني هو الذي كان مستهدفا في تلك الفترة، كان لا يريده البعض لكي يبقى مدربا، لكن لم يستطيعوا الحديث معه وجها لوجه، وعلى هذا بدءوا يتحدثون له باسمي وكانوا جميعا يحاولن ضرب استقرارنا معا، لكن الجميع يشهد بأني أديت مشوارا جديا في الفريق الوطني بالرغم من أنني لم ألعب. ماهي الإنجازات التي حقتها مع المنتخب في طيلة الفترة التي لعبتها هناك؟ لعبت أولمبياد موسكو، التي أقصينا يومها فيها من الدور ربع النهائي أمام يوغوسلافيا، الذي فاز علينا بهدفين لصفر، بعدها لعبت كأس العالم عام 1982، مع كل من خالف ويزفوة تكو، أين كانت كل العناصر تعداد الشبيبة من ألمع نجوم الكرة الجزائرية، وعلى هذا فقد كنا دائما في المستوى، وهو ما جعلني أواصل وألعب كأسين إفريقيتين وكأس العالم أيضا المقامة بمكسيكو، وهي النتيجة التي لم أنسها، لأنني أتذكر جيدا كل ما قمت به هناك، بالرغم من أني لم ألعب لا أساسيا ولا إحتياطيا. لكن يقال أنك لعبت جيدا في مونديال 82 أليس كذلك؟ لا حتى في هذا المونديال، لم ألعب جيدا لقد إكتفيت في تلك الفترة بالجلوس على كرسي الإحتياط فقط، لقد كان هناك الكثير من الحراس الجيدين مثل سرباح، هو الذي كان أساسيا فلم أتحصل على فرصتي أبدا. لكن كان الجيمع ينتظر دخولك يوم أصيب سرباح في مباراة ألمانيا؟ نعم... أنت تتذكر تلك اللقطة، لقد كان الجميع ينتظر مني الدخول، لكنني في الحقيقة كنت أعلم أني لن أشارك، رغم أنه كانت تتملكني رغبة كبيرة في الدخول مكان سرباح الذي.... ماذا لماذا صمت؟ ...الذي لم يكن مصابا كان يلعب بأعصب الألمان ويضيِّع الوقت فقط، لكنه شاهده الجميع وكأنه سيموت، لقد كان يستسرل في الصراخ وكأنه لن يعيش مجددا، وهذا ما جعل المدرب خالف يواصل في لعبه، فأمرني بمباشرة التسخينات أمر الذي رفضته في البداية، لأني أعرف جيدا سرباح، لكن وبما أن خالف أمر يجب أن نطبق في تلك الفترة، فقررت أن أواصل لكن سرعان ما عاد سرباح للميادين، وأنا أعلم أنه "دارها بالعاني" قبل المونديال كانت حدثت لك واقعة طريفة مع أحد الحكام أليس كذلك؟ مع الحكم "فكرني" من فضلك أنا لا أتذكر جيدا يوم ضربت الحكم بصفعة قوية في منطقة ال18 متر؟ آه لقد تذكرت كل عيوبي، بالرغم من أنكم لم تكونوا حاضرين في تلك الفترة، نعم لكن لا تعلمون الأسباب التي جعلتني أقوم بذلك التصرف العنيف... لقد كنت يومها قد عدت من تربص للفريق الوطني بسويسرا الذي دام مدة طويلة، وعوض أن أعود مباشرة إلى بيتي إستدعاني مسيرو القبائل لكي أشارك في ذلك اللقاء، وما زاد في نرفزتي أكثر، هو أننا لما كنا بصدد تكوين الجدار قبل تسديد الضربة، سددها أحد اللاعبين على ما أظن من النصرية يومها فسجلها، فأنا ثرت مباشرة على الحكم الذي إحتسب الهدف ودون أي سابق قمت بضربه على الوجه دون أي سابق إنذار، فلامني جميع زملائي كما أن الرابطة الوطنية توعدتني يومها بعقوبة قاسية جدا. في تلك الفترة كانت عامين... أليس كذلك؟ نعم... في السابق لقد روج لمثل هذه الأخبار التي كادت أن تحطم حياتي، لكن فيما بعد لم يطبق علي القانون بحذافيره، بما أني كنت على وشك لعب المونديال مع المنتخب، الذي حضرت معه جيدا، فلم يعاقبني الإتحاد الكروي بسنتين، حيث بقيت إلا غاية نهاية الموسم بدون منافسة، لكن فيما بعد لعبت مع الخضر في إسبانيا كما قلت لك (على ما أتذكر 6 مباريات فقط) . يقال أن الحكم مجيبة طارت من فمه الصافرة بسبب ضربتك القوية؟ كل واحد يقول على حسابه، هو وأنا لا أسمع للقيل والقال، لأني فعلا أخطأت، ولا يهمني إن طرات من فمه الصافارة أو شيء آخر... لكن أريد أن أسألكم فقط، لماذا تسألوني عن الأمور السيئة التي مرت بي فقط؟ لا لم تكن أي نية مسبقة نحن نريد أن نسترجع معك الذكرايت فقط؟ ولهذا فلم لا تتذكر ذلك الهدف الجميل الذي سجله في مرمى إتحاد العاصمة في بجاية، يوم كان ملعبنا معاقبا؟... ولماذا لا تتذكرون أيضا كل ما قمت به في كأس الجمهورية خلال السنوات الأخيرة من مشواري مع الفريق؟ كنا دائما نتفوق بضربات الترجيح وفي عام 92، أتذكر أننا أقصينا الحمراوة مولودية وفرق أخرى بضربات الترجيح، قبل أن نحصل على الكأس بالفوز يومها على الشلف بهدف لصفر. لكن نسينا ربما هدفك أمام الإتحاد برأسية كيف ومتى؟ كان هذا في عام 88، أين كانت سوسطار تلعب على السقوط وقدموا بشبانهم فأنقصنا من شأنهم بعض الشيء، وهذا ما جعلنا نتلقى هدفين منذ البداية، لكن في المرحلة الثانية عدنا وقلصنا الفارق إلى هدف، لكن كان علينا أن نسجل لنتعادل على الأقل، لأننا لعبنا على البطولة، وهذا ما جاء في الدقيقة الأخيرة، لما نفذ زميلي عبد السلام ركنية جميلة، فعدل بها النتيجة عن طريق رأسية محكمة أسكنتها الشباك بقوة. بعد الإعتزال قررت العودة من جديد إلى برج منايل ما السر في ذلك؟ فريق برج منايل، كان في تلك الفترة في العلالي كما يقال، لقد كان من أحسن الفرق الجزائرية، وعلى هذا أتذكر جيدا، كنت جالس مع المرحوم علي تحانوتي في تيزي وزو، فقال لي إنه لا يريد البقاء بدون حارس والموسم على الأبواب، مع العلم أن سيد روحو كان معاقبا بستة مباريات، لكنني كنت قد اعتزلت نهائيا... وبالرغم من هذا، إلا أني وافقت وقررت اللعب وهذا من أجل عمي علي، حتى إستنفذ سيد رحو العقوبة يومها. ماهي الأمور التي إستفدت منها في منتخبكم الوطني سابقا؟ تعلمت أن اللاعب الحالي للمنتخب أو السابق لا يمكن إختياره من المرحلة الأولى فقط، لأنه يوم وصلت للمنتخب كان في عمري عشرين سنة، وتعلمت من بعض اللاعبين على غرر حفاف، بحبوح وأدغيغ أمورا كثيرة، وهذا ما جعلني لا أنسى أبدا المعروف الذي قدموه لي في تلك الفترة. بما أنك تعاملت مع سعدان كثيرا كيف تتوقع أن يكون في المونديال؟ سيكون صارما جدا، ويسيِّر كالعادة المباريات بخبرته الطويلة في الميادين، وعلى هذا قلت لك في البداية أني تعاملت معه عام 1979 في كأس العالم للأواسط، التي قمت يومها بكل شيء، لكنني أبعدت في آخر لحظة، لكن سعدان مهما كان الحال مدرب كبير وهو أحسن في الجزائر حاليا، الأمر الوحيد الذي أعلق فيه هو لو كان الرجل مع خالف لكان أحسن بكثير، لأن هذا الأخير هو الذي يعرف بعدم التلاعب مع الانضباط. وماذا عن اللاعبين الذين دار عنهم حديث كبير في الآونة الأخيرة؟ أتقصد الجدد، لم نر أي واحد فيهم فكيف أحكم عليهم قبل أن أراهم أمامنا في ملاعبنا، وفيما بعد يمكننا الحديث عنهم، أما الآن لا يمكنني أن أقول أي شيء على بوبدور أنور لحسن أو قديورة لم نرهم بعد فماذا يمكننا القول؟ كلمة أخيرة تريد أن تختم بها حوارنا؟ أشكركم كثيرا على هذه الإلتفاتة الطيبة للغاية، والتي تخصون بها في كل مرة لاعبا سابقا، يحكي ما في جعبته من أسرار، وعلى هذا فأنا أتمنى لكم النجاح في هذا العمل الجيد الذي تقومون به لحد الآن، أما عن المنتخب الوطني فأنا أتمنى أن يتأهلوا للدور الثاني هذا كل شيء شكرا.