أصبح السمك الطازج برفوف الجزائر العاصمة منتوجا نادرا لدرجة ان سمك السردين أضحى من الكماليات لأن هذه المادة بسواحل العاصمة التي تمتد على طول حوالي 100 كلم أصبحت "تتقلص شيئا فشيئا" اذا ما اعتمدنا على اراء مختلف المتعاملين المعنيين. فقد أكد زبير سعيدي رئيس وحدة بمسمكة العاصمة التابعة لمؤسسة تسيير موانئ الصيد البحري يقول "لقد سجلنا نقصا في حمولة السمك الأزرق والأبيض لاسيما هذه السنة" . وحسب نفس المتحدث فان الحمولة اليومية لكل أنواع السمك بهذه المسمكة قد انخفض بحوالي 5ر16 بالمئة ما بين 2008 و 2009 . في نفس السياق صرح نفس المتحدث أن "حمولة السمك الأبيض والأزرق وكذا السردين تراجعت من 6 الى 5 أطنان يوميا ما بين سنة 2008 و 2009 حيث استمر هذا الاتجاه الى غاية سنة 2010 ". وللعلم فان ظاهرة تقلص الموارد الصيدية بعرض السواحل العاصمية أكدها أيضا عدد من الصياديين ومسؤولي القطاع. من جهة اخرى صرح فاتح لبادي الذي ينشط في هذا المجال منذ أكثر من 25 سنة أن "كميات صيد السمك أصبحت قليلة" مضيفا أنه "لم يسبق لمادة السمك ان تقلصت بهذا القدر خلال السنتين الماضيتين". ولازال هذا الصياد يتذكر الايام التي كانت فيها السفن "تعود مثقلة بمئات الكيلوغرامات من السمك" غير أن "الأمور تغيرت" يقول بحسرة هذا المتحدث مضيفا أن "هناك من الصياديين من يعودون اليوم وصناديقهم فارغة تقريبا". ومن جهتها أكدت مديرة الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية الجزائر العاصمة السيدة ربيعة زروقي أن "السمك لم يعد متوفرا بعرض السواحل العاصمة مثلما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية". مرجعا الأسباب الى عوامل التلوث والمناخ والصيد بالمتفجرات. واذا كانت ندرة السمك تفرض نفسها كحتمية صعبة في نظر المتعاملين المعنيين فان مصدر هذه الظاهرة يشكل محور الجدال. وكانت التغيرات المناخية والتلوث هي الاسباب الاكثر شيوعا التي رددها المسؤولون غير أن بعض الصيادين أشاروا الى الأضرار التي سببها الصيد باستعمال المتفجرات او الديناميت . في هذا الخصوص صرح قبطان بانفعال أن "بعض الصيادين كانوا خلال التسعينيات يستعملون الديناميت يوميا ليدمروا بذلك الاف الأميال من أعماق البحر" مضيفا أن قضيبا واحدا من هذه المتفجرات "من شأنه تدمير النباتات و الحيوانات على امتداد العشرات من الامتار المربعة". وحسب نفس المتحدث فان هذه التقنية المستعملة في الصيد البحري بالرغم من أنها ممنوعة لا تزال تستعمل من طرف الصيادين لكن بنسبة أقل مقارنة بالتسعينيات. من جهة أخرى تأسف نفس المتحدث "اننا نتكبد أخطاء من سبقونا". وهو يطرح عدة تساؤلات حول ممارسة هذا النشاط المحظور دون عقاب وخاصة حول المسألة الشائكة المتمثلة في كيفية اقتناء هذه المتفجرات. وبالنتيجة، لم يعد منتوج السردين الذي تجاوز سعره 300 دج في متناول الجميع حيث تضاعف سعره أربع مرات في ظرف أقل من سنتين. و يرى يزيد صاحب مطعم مختص في السمك منذ 40 سنة أن الندرة ليست المسؤول الوحيد عن هذا الارتفاع لأن "السمك يتم تداوله من طرف أربعة أشخاص على الأقل من مرحلة وضعه على أرصفة مسمكة الجزائر العاصمة وخروجه من الميناء" حسب قوله. وكان الوكلاء وباعة السمك المتجولون الذين تم استجوابهم عند مخرج المسمكة يتملصون من الأجوبة بخصوص الاسئلة المتعلقة بواقع الاسعار. وفي هذا الاتجاه كشف أحد باعة السردين وهو يدفع بعربته أنه سيبيع بضاعته التي كلفته حوالي 230 دج للكيلوغرام ب 300 دج على أقل تقدير