يسعى منتخب كرواتيا مساء اليوم الأحد إلى الحصول على النقاط الثلاث من مباراته مع جمهورية إيرلندا التي تخوض نهائياتها الثانية بحظوظ تبدو بكلِّ المقاييس ضعيفة في المجموعة الثالثة في كأس أمم أوروبا 2012. وتتطلّع كرواتيا بقيادة المدرّب سلافن بيليتش إلى تكرار إنجاز مونديال 1998، حين حلّت ثالثة في كأس العالم التي احتضنتها فرنسا، عندما كان المدرّب الحالي لاعبا في صفوفها. ويتعيّن على المدافع الدولي السابق بيليتش (44 مباراة دولية و3 أهداف) ورجاله بذل جهود مضاعفة للتأهّل إلى رُبع النّهائي عن هذه المجموعة الثالثة. قوّة المنتخب الكرواتي في خبرة لاعبيه يعتمد بيليتش على مجموعة كبيرة من أصحاب الخبرة مع الأندية الأوروبية، لكنه تلقّى ضربتين لأنه سيفتقد خدمات لاعب وسط هامبورغ الألماني إيفو ايليسيفيتش بسبب تعرّضه لإصابة في ربطة الساق خلال تمارينه مع المنتخب، ما اضطرّه إلى استدعاء لاعب دينامو زغرب سيمي فرساليكو (20 عاما) الذي لم يخض سوى ثلاث مباريات دولية حتى الآن. وسيعوّل بيليتش بشكل أساسي على نجم وسط توتنهام الإنجليزي لوكا مودريتش وزميله في الفريق اللّندني نيكو كرانيكار، إضافة إلى إيفان بيريسيتش (بوروسيا دورتموند الألماني) وماريو ماندزوكيتش )فولفسبورغ الألماني) ونيكيسا ييلافيتش (إيفرتون الإنجليزي). غيابان بارزان في تشكيلة كرواتيا فقد المنتخب الكرواتي قبل انطلاقة البطولة خدمات مدافع ليّون الفرنسي ديجان لوفرن، ثمّ لحق به المهاجم المخضرم إيفيكا أوليتش بسبب إصابة في فخذه تعرّض لها خلال المباراة الودّية ضد النّرويج (1/1). مهمّة صعبة لإيرلندا تبدو مهمّة المدرّب الإيطالي الفذّ جوفاني تراباتوني صعبة في هذه المجموعة، خصوصا وأن منتخبه لا يتمتّع بالخبرة الدولية الكافية كونه لم يشارك في البطولة سوى مرّة واحدة فقط وكانت عام 1988 حين خرج من الدور الأوّل. لا تعطي التوقّعات ومكاتب المراهنات إيرلندا نسبة كبيرة في تجاوز الدور الأوّل بعد غياب 24 عاما عن المشاركة في هذه المسابقة استنادا إلى تاريخها ونتائجها في النّهائيات، وكذلك في كأس العالم حيث شاركت آخر مرّة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وخرجت من الثاني بركلات الترجيح على يد إسبانيا قبل 10 سنوات وليس إسبانيا اليوم. إيرلندا تأهّلت بالملحق ولا يزيد تأهّل جمهورية إيرلندا عن طريق الملحق بعد أن حلّت ثانية في المجموعة الثانية خلف روسيا وأمام أرمينيا وسلوفاكيا ومقدونيا وأندورا، ثمّ تخطّت إستونيا (4-صفر ذهابا في تالين و1-1 إيّابا في دبلن)، كثيرا من الأوراق لتكون لاعبا أساسيا في هذه المجموعة. مواجهة كرواتيا محك حقيقي ل "تراباتوني" تعتبر المباراة الأولى لإيرلندا مع كرواتيا المحك ل (تراباتوني.. 72 عاما) الذي بدأ الإشراف على المنتخب الإيرلندي عام 2008، ومواطنيه ماركو تارديلي وفاوستو روسي قبل المواجهتين الصّعبتين مع إسبانيا في الجولة الثانية، والأصعب مع إيطاليا في الثالثة الأخيرة في الدور الأوّل، والتي تكون فيها الحسابات معقّدة ومركّبة بالنّسبة لجميع المنتخبات. قالوا عن اللّقاء بيليتش (مدرّب المنتخب الكرواتي): "سأصاب بخيبة أمل كبيرة إذا خرجنا في الدور الأوّل" أعلن بيليتش مرّات عدّة أنه يهدف إلى بلوغ الدور رُبع النّهائي على الأقل رغم وجود إسبانيا وإيطاليا.. (سنذهب إلى هناك من أجل الفوز وسأصاب بخيبة أمل كبيرة في حال لم ننجح في تخطّي الدور الأوّل). وأضاف يقول ذات المدرّب: (يدور الحديث دائما عن إسبانيا، لكن من خلال نظرة إلى نتائجها في كأس أوروبا 2008 نجد أنها فازت على إيطاليا بركلات الترجيح في رُبع النّهائي، ثمّ خسرت أمام سويسرا صفر-1 في مونديال 2010، وعانت أمام هندوراس 2-صفر وتشيلي 2-1، لذلك أنا متفائل). تراباتوني (مدرّب منتخب إيرلندا): "إذا فزنا على كرواتيا لا نخشى لا إسبانيا ولا إيطاليا" (إذا فزنا على كرواتيا في المباراة الأولى وهذا محتمل ستكون الثانية مع إسبانيا، إذا فزنا في المباراة الأولى ستكون الثالثة ضد إيطاليا هي الحاسمة)، ويضيف: (أنا مثلاً لعبت ضد أفضل لاعب في العالم يوما ما هو البرازيلي بيلي، كنت أعتقد يومها أنّي قد أموت ولا أملك الفرصة، لكنّي في النّهاية فزت في المباراة). ويشدّد المدرّب الإيطالي العجوز على (حكمة) مفادها أن الأفضل لا يفوز دائما، ويؤكّد (نظريا، من الطبيعي القول إن المنتخبات الأقوى هي التي تفوز عادة، والمباراة 90 دقيقة يعني هناك 90 دقيقة. هناك مباريات تخسر فيها المنتخبات بلحظة واحدة نتيجة خطأ ما.. هذه هي كرة القدم).