لازالت حالة القلق والترقب، والضغط الشديد، ترافق ممتحني شهادة البكالوريا، حتى بعد انتهاء هذه الامتحانات، لاسيما وان عددا كبيرا من التلاميذ الممتحنين في مختلف الشعب، اعترفوا ان امتحانات بعض المواد اتسمت بنوع من الصعوبة، وهو ما ادخل الكثير من التلاميذ واوليائهم، في دوامة من الترقب والخوف، ستستمر الى غاية الثاني من شهر جويلية المقبل، موعد اعلان نتائج هذه الامتحانات المصيرية. في هذا الصدد قالت الطالبة مروة، من ثانوية صالح رايح بجسر قسنطينة، شعبة آداب وفلسفة، او مثلما قالت ساخرة، "عذاب وفلسفة" ربما من الصعوبة التي لاقتها في بعض المواد، وعلى راسها الرياضايات، والانجليزية، وكذا مادة التاريخ والجغرافيا، حيث أكدت ان الاسئلة اتسمت بنوع من التعقيد والصعوبة التي لم يتوقعها عدد كبير من التلاميبذ، لكن وبعد انتهاء الامتحانات، ومرور مرحلة المراجعة، ثم الامتحان، بسلام، قالت انها اعتقدت انها سترتاح اخيرا، وستمضي كل الايام المقبلة، في النوم، او التجوال، او مشاهدة التلفاز، غير ان كل مخططاتها، باتت مؤجلة، لا لشيء، الا لانها تشعر حسب قولها، ان حياتها كلها متوقفة على موعد 2 من شهر جويلية، موعد اعلان النتائج، وعليه فان كل المشاريع و المخططات، حتى دعوتها من طرف عمتها القاطنة باحدى المدن الساحلية، لم تاخذها بعين الاعتبار، على عكس السنوات السابقة، التي كانت تنتظر فيها هذه الرحلة بفارغ الصبر، وتقول انها لا تملك الآن، الا التمسك والثقة بما يقدره الله سبحانه وتعالى، وايضا ما قدمته في اوراق الاجابة، ثم دعوات والدتها، التي تقول انها تحرص على سماعها يوميا، كنوع من المسكن والمهدىء، الذي من شانه ان يساعدها على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. من جانبه، قال خالد، وهو تلميذ بثانوية البجاوية بالمدنية، في شعبة تقني رياضي، وهي واحدة من الشعب الصعبة للغاية، انه لا يريد العودة مطلقا، الى مرحلة الامتحاناتن ولا تذكر اجاباته، مفضلا ترك الامور تجري، لما هو مقدر لها ان تكون، قائلا انه يفضل حاليا، المواظبة على الصلاة، وعلى التضرع و الدعاء لله سبحانه وتعالى، ان تكون النتائج عند حسن الظن، كما قال خالد، انه لاحظ على بعض زملائه، بعد انتهاء الامتحانات، الميل نحو المواظبة على الصلاة في المساجد، وكثرة التصدق على المتسولين، والمحتاجين، فقط من اجل دعوة خير، هي بالنسبة اليهم، الان، شعاع امل قوي من شانه الابقاء على معنوياتهم مرتفعة الى غاية يوم الامتحان. الاولياء من جهتهمن وان كان الكثير منهم قلقا، بدون شك، ربما اكثر من ابنائهم الممتحنين انفسهم، الا ان بعضهم يحرص على اظهار، ارتياحه، وتقبله للنتيجة مهما كانت، ودعمه المطلق لابنه سواء في حال نجاحه او فشله لا قدر الله، وهي من الاشياء المهمة للغاية، التي ينبغي الحرص عليها الى غاية اعلان النتائج، وفي الاول والاخير، فان امتحان شهادة البكالوراي، وان كان امتحانا مهما جدا ومصيريا، الا انه يبقى امتحانا قد يفشل الانسان فيه وقد ينجح، الا انه لا ينبغي التركيز عليه الى درجة الغاء كل شيء في الحياة دونه.