وفي حين أكد الشيخ القرني أن ظهور المرأة في استوديوهات القناة ما زال قيد الدراسة، حيث لم تتخذ بشأنه أي قرارات نهائية، في إشارة منه إلى أن الوضع الذي ستكون عليه القناة عند انطلاقها هو مشاركة المرأة بالصوت فقط، وليس بالصورة، كما قال إن ملف ظهورها على القناة كمذيعة أو مشاركة في الحوار من داخل استوديوهات القناة ما زال قيد الدراسة، وسينظر فيه بعد إطلاق القناة. يشار إلى أن دراسة أجريت في فترات سابقة على شرائح مختلفة من المجتمع السعودي، كشفت نتائجها عن أن حجم أجهزة استقبال القنوات الدينية والمحافظة 300 ألف جهاز، في حين توقعت الدراسة أن يبلغ حجم هذا السوق خلال ال5 سنوات المقبلة ثلاثة ملايين جهاز. يشار إلى أن المقصود بقنوات محافظة، تلك القنوات التي لا تبث برامج تظهر فيها النساء، أو تتضمن برامجها مقاطع موسيقية، أيا كان نوع هذه المقاطع، ويتراوح عدد هذه القنوات ما بين 70 و80 قناة. وبين الشيخ القرني أن القناة ستقدم مزيجا من البرامج، وستستعين في إعدادها وتقديمها بخبرات في المجالات التربوية والنفسية والاجتماعية والفكرية، مؤكدا أنها لن تكون ذات صبغة دينية، ولن يكون مقدموها من المتدينين، ولن تكون ذات توجه واحد، بل ستكون موجهة للجميع، وليس لشريحة معينة من المجتمع. وقال الشيخ القرني إن القناة ستحاول البحث في مناطق جديدة، من خلال رؤية برامجية، حتى لا تقع في تكرار ما تقدمه القنوات الدينية الأخرى، وفي السياق ذاته، أكد الشيخ القرني أن القناة ستكون معنية بالبحث عن النقاط المشتركة بين جميع أطياف المجتمع، المذهبية والفكرية، ولن تنحاز إلى طرف ضد طرف آخر، كما ستبتعد عن إثارة الفتن والقلاقل، والتهجم على المذاهب الأخرى، والتيارات الفكرية التي تختلف مع القائمين عليها. وشدد الشيخ القرني على أن القناة الجديدة لن تكون منبرا للهجوم على المخالفين، قائلا: «ستبتعد عن النيل من الآخرين، أو من الطوائف الأخرى، وكذلك الشخصيات، بالهمز أو اللمز أو السخرية، وسوف تقوم بتوضيح الفكرة، وليس النيل من الأشخاص أو تهميشهم، بل ستتخذ من النقد والنصيحة وسيلة للوصول إلى الآخرين واحترام الرأي الآخر». ويدير الشيخ القرني مؤسسة «لا تحزن»، التي اتخذت اسمها من عنوان كتاب الشيخ الشهير (لا تحزن)، الذي ترجم إلى عدد من اللغات، وتجاوز عدد طبعاته المليون نسخة، وهو يعمل مستشارا للقناة التي يملكها أحد رجال الأعمال السعوديين، مشيرا إلى أن استخدام عنوان الكتاب واسم مؤسسته كاسم للقناة، جاء بعد اتفاق مع رجل الأعمال، عبد الله سعد الشمراني، على استغلال الاسم، في حين يكون دور الشيخ استشاريا فيما يقدم على القناة من برامج. وأكد الشيخ القرني أن تكلفة إنشاء القناة تراوحت بين 5 و6 ملايين ريال، في حين أشار إلى أن حجم مؤسسة «لا تحزن» يبلغ نحو 25 مليون ريال، يملك الشيخ القرني فيها حصة، بالإضافة إلى مساهمين آخرين. وقال الشيخ القرني إن برامجه، التي تذاع على أكثر من قناة دينية، وغيرها من القنوات الأخرى، سيتم النظر في إعادة بثها على قناة «لا تحزن»، حيث أكد أن البرامج التي سجلها حصريا لقنوات، مثل قناة «دبي» وغيرها من القنوات، سيتم احترام العقود التي أبرمها، وحقوق الملكية الفكرية، بحيث تبقى حصرية لتلك القنوات، بينما البرامج الأخرى التي سجلها بشكل مجاني لعدد من القنوات، ولم يتقاض عنها مقابلا ماديا، سينظر في إعادة بثها على قناة «لا تحزن»، إلا أنه أكد أنه لا يبحث عن شخصنة القناة في شخصه، بل يعمل على أن تكون مجالا مفتوحا للجميع، لتقديم المفيد والممتع للمشاهدين. يشار إلى أن القناة تبث من الأردن، ولها مكاتب رئيسية في كل من الرياض والقاهرة ودبي.