انتقدت العديد من مكاتب الدراسات والهندسة المعمارية المعتمدة بالمسيلة، الوضعية التي آلت إليها معظم المشاريع، واعتبر هؤلاء أنه آن الأوان لوضع " خارطة طريق " تهدف بالأساس إلى إعادة الوجه اللائق لعاصمة الحضنة، والقضاء على كل أشكال إهدار المال العام في عمليات ترصيف وتبليط لم ترق إلى تحسين إطار الحياة كما كان مرجوا منها. وأوضح عدد من أصحاب المكاتب ل " أخبار اليوم " أن مشاريع التهيئة التي مافتئت تسجلها كل من مديرية البناء والتعمير والبلدية والتي عادة ما تدرج تحت عنوان تحسين حضري، باتت بلا قيمة ولم تعد بالنفع على إطار الحياة بالمدينة، وكشفت مصادر من جهات مختصة ل " أخبار اليوم " أن بلدية المسيلة ابتلعت في ظرف سنتين فقط ما يفوق ال800 مليار سنتيم في عمليات ترصيف وتبليط عديمة الجدوى، بيد أن مظاهر الترييف والتصحر مازالت قائمة في العديد من الأحياء، والأمر يكاد لا يختلف كثيرا حتى في الشوارع والساحات الموجودة على مرمى حجر من مخارج ومداخل هيئات وسلطات عمومية. وقال هؤلاء إن هذه المشاريع والأغلفة المرصودة في هذا الخصوص، لم تأخذ في الحسبان كل أشكال التأثيث العمراني على غرار الكراسي، أعمدة الإنارة، الحدائق والساحات العامة والأحواض الخاصة بأشجار الزينة والنباتات، بالإضافة إلى الغياب التام للنافورات والمعالم التذكارية. وهي أمور يؤكد هؤلاء أن وجودها من شأنه أن يساهم في تحسين صورة المدينة، إذ إن الملاحظ، حسب هؤلاء، هو الصورة المشوّهة التي زادت من سوداويتها استقالة البلدية عن دورها في نظافة المحيط وتنقية المدينة من كل أسباب التلوث وحالات التدهور التي لا يلتفت إليها إلا في المناسبات أو عندما يتعلق الأمر بزيارة رسمية. ويرى هؤلاء أن أسباب تفاقم كل ما هو عشوائي يتمثل في عدم فتح المجال لمسابقات خاصة بالمعماريين لتقديم عروض بغية تطبيق الأفضل منها.