أرجات محكمة جنايات العاصمة أمس للمرّة الرّابعة على التوالي النّظر في ملف الإرهابي (ش. محمد) أمير سرية (النّور) المتابع رفقة 20 متّهما، من بينهم عبد المالك درودكال وحذيفة الجند المكلّف بتحصيل أموال الجماعات الإرهابية الموجّهة للتفجيرات بجنايات الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة تنشط داخل الوطن، حيازة أسلحة نارية وحربية، حيازة مواد متفجّرة، القتل العمدي ومحاول القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد، اختطاف واحتجاز أشخاص بدافع طلب الفدية، وهذا إلى الدورة الجنائية المقبلة للاستماع إلى تصريحات الإرهابي (ت. عثمان) المكنّى (تابث أبو العباس) الذي تمّ تقديمه أمس أمام الهيئات القضائية بعدما سلّم نفسه مؤخّرا لمصالح الأمن. تفاصيل الملف الذي سبق ل (أخبار اليوم) نشره تعود إلى شهر نوفمبر من سنة 2009 عشية فوز المنتخب الجزائري على نظيره المصري وحصوله على تأشيرة التأهّل إلى كأس العالم 2010، عندما تلقّت مصالح الأمن العسكري معلومات مفادها تخطيط الجماعات الإرهابية بقيادة أبو مصعب عبد الودود لاستغلال خروج الجزائريين للاحتفال بالمناسبة لاختطاف عدد من رجال الأعمال والتجّار وإطلاق سراحهم مقابل الحصول على فدية، وقد تبنّت العملية سرية (النّور) بقيادة الإرهابي (ش. محمد) المكنّى (أبو سارية) والمنضوية تحت لواء كتيبة (الفتح) النّاشطة في كلّ من بومرداس، العاصمة وتيزي وزو، وقد تحصّلت على هذه المعلومات من عند أفراد عائلة عنصر الدّعم والإسناد المدعو (و. خالد) المكنّى (سيد علي) الذي كان يرغب في تسليم نفسه لمصالح الأمن. وعليه ووفق كمين محكم مع أفراد عائلته تمّ استقبال هذا الأخير رفقة الأمير (أبو سارية) في منزله عائلي الواقع بمنطقة وادي أوشايح بالعاصمة، حيث وضع لهما منوّما في وجبة العشاء، وبعد خلودهما إلى النّوم داهمت قوّات الأمن المنزل وألقت القبض على الأمير وهو يغطّ في نوم عميق وتمّ استرجاع أسلحة نارية، مسدس آلي، حزام حامل لخراطيش، قنبلة وقارورتي غاز. وبعد التحقيق معهما اعترف الإرهابيان بوجود كازمات في منطقة قواعيس الغابية شرق ولاية بومرداس استغلّتها كتيبة (الفتح) لتخزين أموال الفدية والأسلحة الحربية والنّارية، وبعد عملية تمشيط قامت بها قوّات الجيش الشعبي الوطني تمّ العثور على عدّة أسلحة ومواد غذائية وأفرشة وألبسة ومستلزمات الطبخ، بالإضافة إلى بطاقة تعريف خاصّة بالمكنّى (سيد علي). كما أسفرت عملية التمشيط عن استرجاع 16 صاعقا تقليديا وأسلحة أخرى، بالإضافة إلى كمّية من الأدوية كانت مخبّأة داخل براميل وذلك في مخابئ بمنطقتي الدشرة والسحاورة بأعالي بلدية قدّارة. وحسب الملف القضائي للمتّهمين فإن الإرهابي (أبو سارية) بدأ نشاطه الإرهابي سنة 1999 في جبال قدّارة، أين تولّى في بداية الأمر مهمّة حفر الملاجئ والحراسة، ثمّ تطوّر نشاطه ليقوم برفقة زملائه بالسطو على مقرّ الحرس البلدي بدوار أولاد زيان ببوزفزة، حيث ظلّ ينشط ضمن كتيبة (الفتح) التي تبنّت عمليات اغتيال عناصر الدفاع الذاتي، وكذا نصب كمائن لأفراد الجيش الوطني الشعبي والفرق المتنقّلة للدرك الوطني.