يعدّ حضور الحلويات الشرقية أمرا ضروريا على الموائد الجزائرية وعلى اختلاف أنواعها وأشكالها نجد أن الكل يجمع على جلب الزلابية التي تعبق برائحة رمضان وكذا قلب اللوز في الأيام الأولى من الشهر الكريم، فبيت من دون تلك الحلويات لا تحوم فيه أجواء رمضان، وقد تجاوب البائعون مع تلك العادات والأعراف التي تطبع الجزائريين في رزنامة حلوياتهم المفضلة خلال شهر رمضان الكريم وراحوا إلى توفير تلك الحلويات على مستوى المحلات دون أن ننسى طاولات البيع التي عرضت هي الأخرى الحلويات الرمضانية، وهناك من نوعت فيها بحيث حضرت بعض الحلويات الأخرى كالبقلاوة والمحنشة والسيقار والمقروط المعسل ونجدها كلها تعتمد على العسل في تحضيرها بما يتوافق مع السهرات الرمضانية وكذا الزيارات العائلية التي تكون خلال السهرة. وفي زيارة لنا إلى بعض النواحي العاصمية قبيل ساعات الإفطار شاهدنا تلك الطوابير التي شهدتها محلات بيع الحلويات الشرقية، إلى جانب الطاولات التي عرفت إقبالا هي الأخرى من طرف الزبائن وكل زبون كان يطمح للحصول على أفضل الأنواع من الحلويات الشرقية التي تنفرد بنكهة خاصة، لاسيما وأن الغش هو حاصل في تلك المادة وعادة ما تعرض من طرف بعض التجار سامحهم الله حلويات قديمة، بحيث يقومون بإعادة غطسها في العسل لإبراز بريقها ومخادعة الزبائن. جمعنا بعض آراء المواطنين حول رواج تلك المواد الخاصة بالشهر الفضيل والمشاكل التي تتعقب الزبائن من خلال مصادفتهم لحلويات قديمة نتيجة الغش المعلن في رواجها من طرف بعض المتخصصين في بيع الحلويات الشرقية، منهم السيدة نسيمة التي قالت إنها في كم من مرة وقعت في فخ الحلويات الشرقية القديمة ودفعت مالها لشراء حلويات قديمة كانت نهايتها الرمي بالزبالة، خاصة وأنها غير قابلة للاستهلاك، وقالت إنها في العام الماضي اقتنت حلوة السيقار إلا أنها اصطدمت بحشوها بزلابية قديمة واحتارت في مستوى الغش والخداع الذي وصل إليه بعض التجار ونحن في عز شهر الرحمة الذي يقتضي الكف عن تلك الأفعال والتقرب إلى الله بأفعال الخير، إلا أننا وللأسف نجد العكس لتضيف أنها تمسك قلبها من شدة الرعب وهي في انتظار ما سيجلب لها رمضان من مفاجآت في هذه السنة فيما يخص الحلويات الشرقية التي تشهد حالات واسعة من الغش وتحبك خيوطها من طرف التجار باستعمال حيل لتمويه الزبون، منها إعادة غطسها في العسل من أجل إظهار بريقها إلا أن من يتذوقها يتفطن لقدمها، بحيث يتعكر مذاقها وتنعدم نكهتها الأصلية. أما مواطن آخر فقال إنه يفضل شراء الزلابية خاصة من الطاولات كون أن الكمية تنفذ مبكرا وعادة ما تسجل حالات الغش على مستوى المحلات بعد بقاء الكمية إلى اليوم الموالي لكن البائع الجوال لا يجلب كمية معتبرة ومن شأنها أن تنتهي في لمح البصر على خلاف ما تشهده بعض المحلات.