قناة تلفزيونية جديدة تتيح فرصة عمل للفتيات المنتقبات، لا سيما المتعلمات منهن، في سعي إلى تغيير النظرة السائدة عن هذه الفئة من الفتيات بأنهن مجرّد ربات بيوت. تخرجت عبير شاهين في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلا أنها بذلت جهداً مضنياً بحثاً عن وظيفة بعد نفور أصحاب العمل من النقاب الذي ترتديه، لكنها عثرت أخيرا على ضالتها المنشودة، إذ قررت أن تعمل مذيعة في قناة تلفزيونية جديدة يقتصر العمل بها على المنتقبات. وقالت عبير، التي كانت ترتدي ثوبا اسود فضفاضا وغطاء رأس أسود لا يكشف سوى عينيها: (من الظلم التعامل مع المنتقبات بوصفهن مجرد ربات بيوت عاديات متدينات، إذ يمكنهن العمل كطبيبة وأستاذة جامعية ومهندسة)، مضيفة: (قيل لي إن المذيعات المنتقبات لن ينجحن بسبب غياب لغة الجسد، حسنا يمكن لنبرة صوتي أن تنقل انفعالاتي وردود أفعالي). وفي عصر يشهد انطلاق مزيد من الحريات الجديدة في مصر بعد حقبة الرئيس السابق حسني مبارك فإن المنتقبات اللاتي طالما كابدن الاضطهاد على الصعيدين الاجتماعي والسياسي يراودهن الأمل الآن في أن يتبوأن مكانة جديدة في المجتمع. وستبث (ماريا) برامجها لمدة ست ساعات يومياً على قناة الأمة، وهي محطة تلفزيونية إسلامية يديرها سلفيون، ممن ظهروا كقوة سياسية على الساحة بعد عزل مبارك. وقالت عبير (إني لعلى يقين بأنها ستتعرض للهجوم... سيقولون: لماذا لم يفكروا في إطلاق محطة إذاعية بدلا منها؟) مضيفة: (يرقى هذا إلى كونه إقصاء لقطاع من المجتمع لا يجوز استبعاده).