شهد تاريخ مسلمي بورما عدّة حوادث للإبادة الجماعية الوحشية بداية من عام 1938، حيث قام البوذيون بارتكاب مذبحة قتل فيها نحو 30 ألف من المسلمين، وتمّ إحراق نحو 113 مسجد، أمّا المذبحة الأخرى لهم فكانت عام 1942 في (أراكان)، والتي تسبّبت في مقتل نحو 100 ألف مسلم، وبعدما استولى الجيش على الحكم في بورما عام 1962 قام بطرد أكثر من نصف مليون مسلم من الدولة. بدأت أحوال المسلمين في بورما تسوء بعد انقلاب الجنرال (ني وين) عندما تولّى الحكم عام 1963، وذلك عندما قام بطردهم من الجيش وتعرّضت تلك الأقلّية للتهميش والإقصاء، فيما وصفت الأغلبية البوذية المسلمين بأنهم قاتلو بقر)، في إشارة إلى ذبائحهم من الماشية في عيد الأضحى، واستخدموا ضدهم كلمة (كالا) وهي كلمة عنصرية مهينة تعني الأسود، ووزّعت اتّهامات بالإرهاب ضد المنظّمات الإسلامية مثل اتحاد كلّ مسلمي بورما. شرّدت سلطات بورما أكثر من 300 ألف مسلم في عام 1978 وقامت بتهجيرهم إلى البنغلاديش، كما ألغت جنسية المسلمين بدعوى أنهم مستوطنون في بورما وذلك في عام 1982، وعندما فازت المعارضة في الانتخابات الوحيدة التي أجريت في بورما عام 1991، والتي ألغيت نتائجها بعد ذلك، دفع مسلمو بورما الثمن لأنهم صوّتوا لصالح المعارضة فطردوا ما يقرب من نصف مليون مسلم آخرين إلى البنغلاديش. ظلّت هذه التوترات العنصرية بين المسلمين والبوذيين مستمرّة، لكنها ازدادت حدّة في عام 2001، وذلك عندما رفض 7 من الرّهبان الصغار أن يدفعوا لصاحبة (كشك) مسلمة ثمن كيك أكلوه عندها، فقامت السيّدة بضرب أحدهم بينما ضرب زوجها راهبًا آخر على رأسه فنزف وعلى إثر ذلك أضرم البوذيون النّار في مساكن المسلمين وممتلكاتهم. وفي الآونة الأخيرة أصدرت السلطات الحاكمة في بورما قرارًا يمنع العاملين والموظّفين في الحكومة من إطلاق لحاهم وارتداء الزي الإسلامي في الدوائر الرسمية، وفصل كلّ من لا يمتثل لهذا الأمر، وقد تمّ العمل بهذا القرار وأعفي آلاف المسلمين من وظائفهم لعدم امتثالهم لأمر السلطة بحلق لحاهم وعدم ارتداء الزي الإسلامي.