تواصل سقوط العرب في أولمبياد لندن كما تتساقط أوراق الأشجار في أولى هبوب نسمات الخريف، فبعد يوم أوّل يمكن وصفه بأكثر من كارثي على المشاركة العربية، حيث سجّل خروج جلّ الرياضيين في أولى الأدوار، لم يختلف اليوم الموالي، حيث تواصلت (اللّعنة)، عفوا حقيقة مستوى الرياضيين العرب في كلا الصنفين، على المستوى العالمي تعرّت صورته الحقيقية بسقوط جلّ الرياضيين الذين دخلوا المنافسة. الطريقة التي يودّع بها الرياضيون العرب المحفل الأولمبي تباعا يكشف بحقّ تواضع رياضيينا، وبات من الصعب إن لم نقل من المستحيل على أيّ رياضي عربي التنافس ليس على الذهب، بل على (الحديد). فباستثناء السبّاح التونسي أسامة الملولي المرشّح لانتزاع على الأقل ذهبية في السباحة، البقّية وكم عددهم كبير، حظوظهم أشبه بحظوظ منتخبنا الوطني لكرة الطائرة للفوز بالميدالية الذهبية. لذا، يمكن القول إن الحضور الكبير للرياضيين العرب إلى لندن عاصمة الضباب رفقة عشرات التقنيين والمرافقين في الحقيقة ما هو إلاّ من أجل السياحة والتمتّع بجمال لندن لا غير ومشاهدة نجوم العالم وهم يهدون بلدانهم الذهب والفضّة والبرونز، لكن أن يحفظوا دروس لندن ففي نظر من أوكلت لهم مهمّة السهر على الرياضة العربية أشبه بمحاولة انقلاب رئاسي. لكن السؤال الذي يعود كلّ مرّة ليطرح نفسه بإلحاح عقب كلّ دورة عالمية هو: إلى متى يبقى العرب يتفرّجون على غيرهم؟ سؤال سيبقى يبحث عن جواب طالما أن العرب من الخليج إلى المحيط تنقصهم الثقافة الرياضية.