الكل يتذكر عقب كل نهاية دورة رياضية إقليمية كانت أو جهوية أو عالمية تشارك فيها الجزائر، نجد الساهرين على رياضتنا (المسكينة) بعد المشاركة (الهزيلة والسلبية)، وما أكثر مشاركة الجزائر سلبيا في التظاهرات الرياضية الكبيرة، يتحولون إلى أشبه بالأطباء المختصين، حيث نجدهم يشخصون سبب (الداء)، وفي عجالة منهم يجدون الدواء، وبعد إعطاء الوصفات (الناجعة) للحد من الألم الذي أصاب رياضتنا (المسكينة)، يعدون أن في الدورة المقبلة ستكون المشاركة الجزائرية في المستوى، وسيجنون العديد من الميداليات، حتى الذهبية منها في الأولمبياد. لكن ما أن تصل ساعة الحقيقة، وكما تعودنا وعودنا رياضيونا بمشاركاتهم في أكبر التظاهرات الرياضية الكبرى، بتلقيهم صفعات كبيرة، يعودون إلى تلك الكلمات المعسولة (انتظرونا في الدورات المقبلة)، (سنحمر وجه الرياضة الجزائرية)، وهكذا دواليك. المشاركة الجزائرية في أولمبياد لندن التي لم تبق إلا أيام قلائل على انطلاقتها لن تشذ عن القاعدة ولن تخرج عن المألوف، وأتحدى أيا كان ممن يسهرون على رياضتنا (المسكينة) أن يتمكن أي رياضي أو رياضية بنيل ولو ميدالية واحدة حتى ولو كانت من المعدن (الرخيص) البرونز، ولا نقول من معدن الفضة، أما الذهب فهذا من المستحيلات السبعة والمضروب في سبعة أخرى. أتذكر جيدا، حين عادت البعثة الجزائرية من أولمبياد بكين الأخيرة، راحت نفس الوجوه تقريبا التي ترأس اليوم الرياضة الجزائرية، تعد الإعلاميين أن دورة لندن الأولمبية المقبلة التي نحن اليوم على أبواب انطلاقتها، انتظروا في عام 2012... وهاهي هاته السنة يكتب لنا القدر أن نصلها، لكن أن تنال الجزائر الذهب بما وعدوا به مسيري رياضتنا، قبل أربع سنوات من الآن يبقى ضربا من الخيال، وأبعد من الأحلام... ومن يقول العكس، عليه أن ينتظر كيف سيتساقط رياضيونا في لندن كما تتسقاط أوراق الشجر في أولى هبوب نسمات الخريف.