فجّرت الحماقة الإعلامية الإنجليزية حين تطاولت صحيفة (دايلي تيلغراف) على نشيد (قسما) غضبا جزائريا شديدا، ترجمه الجزائريون مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي والمنتسبون إلى المنتديات من خلال (ثورة إلكترونية) عبّروا فيها عن رفضهم المطلق للتطاول على النشيد الوطني. أخذت إساءة الصحيفة الإنجليزية المذكورة بعدا شعبيا حين تداولت العديد من المواقع خبر الوقاحة الإعلامية الإنجليزية التي صنّفت نشيدنا الوطني ضمن أسوأ أناشيد العالم، مدّعية أنه نشيد عدائي، وهو ما لم يمرّ مرور الكرام على الجزائريين الذين تسابقوا على الذود عن (قسما)، معتبرين ما قامت به (دايلي تليغراف) أمرا غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه، ومؤكّدين في المقابل فخرهم ب (قسما) الذي كتب بدماء الشهداء. وقالت بعض التعليقات (إن من اعتبر نشيدنا عدائي لا شكّ أنه لا يعرف هول المجازر التي قامت بها فافا في الجزائر، ويجهل قصّة نشيد يعدّ من أجمل أناشيد العالم، سواء من ناحية اللّحن أو الكلمات، عكس ما زعمته الصحيفة الإنجليزية). على صعيد رد الفعل الرسمي، أعرب سفير الجزائربلندن عن (احتجاجه الشديد) لدى مدير نشر صحيفة (دايلي تيليغراف) التي أساءت في مقال صحفي إلى النشيد الوطني، حسب ما صرّح به النّاطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيّد عمار بلاني. وأوضح السيّد بلاني أنه (ردّا على المقال الصادر بتاريخ 26 جويلية على الموقع الالكتروني لصحيفة دايلي تيلغراف الذي يسيء إلى رموز الدولة الجزائرية وخاصّة نشيدها الوطني، قدّمت سفارة الجزائربلندن احتجاجا شديد اللّهجة لدى مدير هذه الصحيفة مرفوقا بتوضيح سيدرج في هذه اليومية). وأضاف نفس المتحدّث أنه (سيتمّ القيام بمساعي لدى الجهات المختصّة من أجل جلب انتباهها بخصوص فحوى هذا المقال الذي يمسّ بالرّوح الأولمبية المثالية ويسيء إلى ما تكبّده الشعب الجزائري من معاناة من أجل الحصول على استقلاله واسترجاع كرامته وسيادة وطنه كما يسيء إلى نشيده الوطني الذي يعدّ مكسبا ثابتا لثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة). من جهتها، ندّدت المنظّمة الوطنية لأبناء الشهداء بشدّة بالاستفزازات الصادرة عن صحيفة (دايلي تيلغراف) البريطانية إزاء النشيد الوطني، وذلك في مقال صدر بمناسبة احتضان بريطانيا العظمى للألعاب الأولمبية 2012. وقالت المنظّمة في بيان لها: (إننا نستنكر وندّد بشدّة بهذا السلوك العدواني واللاّ أخلاقي والإجرامي، حيث يندرج في إطار الفكر الكولونيالي البريطاني الجديد)، مبرزة أن (دايلي تيلغراف) تتجاهل محتوى نشيد بلدها وأناشيد الكثير من الدول ذات الماضي لاستعماري. وأكّدت المنظّمة الوطنية لأبناء الشهداء أن (نشيدنا هو اللّحن الخالد والكلمات التي تخلّد بطولات هذا الشعب الأبي الذي ضحّى بالنّفس والنّفيس ودفع بمليون ونصف مليون شهيد من خيرة أبنائه من أجل استرجاع سيادته وتطهير أرضه من الاستعمار الفرنسي)، وأردفت أن هذا النشيد هو (عنوان سيادتنا ورمز من رموز دولتنا، حيث اقتدت به وطنية الكثير من الشعوب التي كافحت الاستعمار عبر كلّ القارّات)، ملحّة على ضرورة (تنديد الشرفاء بهذه التصرفات الدنيئة)، وأكّدت أنه على الدولة أن تضع حدّا لهذه التصرّفات ب (استعمال كلّ الوسائل حتى تعتذر هذه الصحيفة ومن ورائها على هذا العمل الإجرامي). في هذا السياق، ذكر البيان أنه كان بالأحرى على الجريدة أن (تندّد بما يقوم به الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من تعذيب وتهجير، وأن تصنّف بالأسوأ نشيد الوفد الصهيوني العنصري المشارك).وكانت صحيفة (دايلي تيلغراف) قد تطاولت على النشيد الوطني الجزائري حين اعتبرته واحدا من أسوأ عشرة أناشيد في أولمبياد لندن، التي انطلقت وقائعها يوم الجمعة. وبرّرت الصحيفة المذكورة تهجّمها على نشيد بلد المليون ونصف المليون شهيد بالقول إنه (عدائي) بسبب احتوائه على عبارات تهاجم فرنسا، وكأنها كانت تنتظر من الجزائريين أن يعبّروا عن عشقهم ل (فافا) على ما فعلت بهم طيلة 132 سنة. واعتبرت الصحيفة المذكورة كلمات النشيد الوطني الجزائري الذي صنّفته كخامس أسوأ نشيد، والذي كتبه الشاعر الكبير مفدي زكريا رحمه اللّه، بأنه عدائي وتحديدا لدولة فرنسا، ووصفت نشيد العراق الذي كتبه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، بأنه يذكّر النّاس بمآسي صدام حسين وفيه خيلاء وتعالي ويصدر رسالة خطيرة.