هل أصبحت الجرأة في طرح المواضيع موضة رائجة اخترقت حتى حرمة الشهر الفضيل؟ هذا السؤال يتبادر إلى الذهن مع متابعة البرامج الحواريّة التي تقدمها الشاشات من بينها: (سمر والرجال) لسمر يسري، (الخطايا السبعة) لعمرو الليثي، (أنا والعسل) لنيشان، بينما تحافظ برامج أخرى على نوع من التحفظ على غرار (زمن الإخوان) لطوني خليفة، (التفاحة) لنيكول سابا. وقد أثارت البرامج الحوارية هذه بلبلة بين الناس. يتضمن برنامج (سمر والرجال) (قناة اليوم) جرأة في طرح الأسئلة، ربما في الأيام العادية يمكن اعتباره برنامجاً مسلياً، خصوصاً أنه يلقي الضوء على نظرة الرجل إلى المرأة من خلال نجوم يحبهم المشاهدون، ولديهم فضول لمعرفة رأي هؤلاء بالمرأة. إلا أن الإعلامية سمر يسري حوّلت البرنامج من خلال أسئلتها إلى حلقات حوارية لا تصلح للبث في شهر رمضان، وتتطرق إلى مسائل حميمة في حياة النجوم الخاصة، وعلاقاتهم بزوجاتهم أو بنساء أخريات، لدرجة أن أكثر من نجم متزوج كان يقول لها (اعتبريني غير متزوج) ليهرب من الأسئلة المحرجة. تجاوزات وإغاظة من ضمن الخطايا التي يطرحها برنامج (الخطايا السبعة) (قناة المحور) تقديم عمرو الليثي (الشهوة)، لكن بعض الضيوف هرب من هذه النقطة بشكل ذكي فحوّل الإجابة إلى شهوة الأكل أو المال. أما الإعلامي نيشان فيستضيف في برنامجه (أنا والعسل) (قناة (الحياة) ويذاع على قناة ال (أم تي في) اللبنانية)، النجمات من دون النجوم، وتتمحور أسئلته حول حياتهن الخاصة والخيانة الزوجية وغيرها من أمور حساسة... برنامج الإعلامي طوني خليفة (زمن الإخوان) (على قناة (القاهرة والناس)) ربما يكون أقرب إلى الواقع المعاش في أنحاء الوطن العربي، وتختلف طريقة خليفة عن طريقة الآخرين في الحوار، وتبتعد روحية البرنامج عن روحية البرامج الأخرى، ويأتي الاستفزاز هنا من وجهة نظر فنية. على سبيل المثال لا الحصر، عندما سأل طوني خليفة الفنانة أصالة في الحلقة عن ميادة الحناوي ورغدة، كان من الواضح مدى غضبها منهما بسبب مواقفهما من الثورة في سورية، لدرجة أنها رفضت لفظ اسميهما، بل قالت: (هذه التي تتحدث عنها) أو (تلك التي تلفظ اسمها)، وكانت تحاول قدر المستطاع إخفاء غيظها في وقت لم يعبّر طوني كعادته بالسلب أو الإيجاب أمام ردود فعل ضيوفه. عكس التيار في خط معاكس تماماً للسائد على ساحة البرامج الحوارية، تبدو نيكول سابا بمنتهى اللطف والليونة مع ضيوفها في برنامج (التفاحة) (على قناة دريم)، ولم تستطع خلع ثوب الفنانة وارتداء ثوب المذيعة بل بقيت الفنانة التي تستقبل زملاء لها في برنامج تلفزيوني، على طريقة أشرف عبد الباقي في سلسلة البرامج الحوارية التي قدمها، وبعيداً عن أسلوب هند صبري في برنامج (الشقة) الذي كان أقرب إلى طريقة المذيعة من طريقة الممثلة التي ترتدي ثوب المذيعة. القاسم المشترك في كل هذه البرامج أن مقدميها لم يغالوا في أجورهم، خلافاً لما كانت الحال عليه في الماضي، بسبب تردي الوضع الاقتصادي عموماً وانعكاسه على شتى القطاعات منها القطاع الفني. رسائل جريئة في حديث صحافي أجري معها أوضحت سمر يسري أنها قررت تقديم برنامج يتمحور حول علاقة الرجل بالمرأة لأن كليهما يكملان بعضهما بعضاً، وتعتبر الفكرة جذابة ولافتة، إذ تستضيف في كل حلقة نجماً وتحاوره حول رؤيته للمرأة والأسباب التي تدفعه إلى الخيانة. أما بالنسبة إلى الجرأة فترى أن طريقة طرح السؤال تفرض هوية البرنامج. بدوره، قال الإعلامي طوني خليفة، في حديث صحافي، إن البرنامج فكرته هو، وأنه قصد إخفاء اسم البرنامج عن الضيوف عندما يتصل بهم، لذا كانوا يفاجأون به فور دخولهم الأستوديو. أضاف أن البرنامج ينقسم إلى ثلاث فقرات: (دائرة الاتهام) يواجَه الضيف بأبرز الاتهامات الموجهة إليه، (دائرة الزمن) يتحدث خلالها الضيف عن مخاوفه من المستقبل، ثم تظهر صورة على الشاشة لإحدى الشخصيات وعلى الضيف توجيه رسالة إليها؛ في نهاية البرنامج يكتب رسالة للتاريخ يسجلها للشعب المصري ليتذكرها في ما بعد.