يُنتظر أن يبدأ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم جلسات الاستماع لأعضاء الطاقم الحكومي، وهي العادة الحميدة التي دأب عليها رئيس الجمهورية منذ سنوات لتقييم شامل وممحص لكل قطاع على حدا، وينتظر أن تكون البداية لقطاع في مجلا لاقتصاد، نظرا لما يحمله هذا المجال من أهمية قصوى في الخماسية القادمة، ومن تحديات ورهانات عظمى من أجل استحداث ثورة بديلة للريع البترولي مصدر الدخل الوحيد للجزائر. تأتي جلسات الاستماع الرمضانية هذه السنة هذا العام كأول موعد لتقديم رؤية شاملة ودقيقة لكل قطاع في إطار البرنامج الخماسي القادم الذي يرتكز علة ثلاث محاور، حسب ماجا في الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية الذي انتخب على إثرها بالأغلبية الساحقة، وهي إعادة الطمأنينة إلى الجزائريين، واستتبابا الأمن كلية، وكذا خلق ثروة بديلة للمحروقات ورفع المستوى المعيشي، وكذا إنجاز ملويني وحدة سكنية للقضاء على أزمة السكن الخانقة نهائيا. وتعتبر جلسات الاستماع التي يجريها رئيس الجمهورية طيلة شهر رمضان لطاقم حكومة أويحيى أصعب امتحان يمر به الطاقم، لاسيما وأن رئيس الجمهورية يكون مطلع كل الإطلاع ومتحكم فيما صغر وما كبر من ملفات كل قطاع، وأن الوزير لا يجد أي مخرج من محاسبة رئيس الجمهورية عن اختلالات في قطاعه. حيث سيقدم حصيلة سنة من العمل، بأرقام وإحصائيات دقيقة عن قطاعه، بناءا على ما التعليمات التي وجهت له السنة الفارطة، وكان رئيس الجمهورية في الجلسة من رمضان 2009 قد نبه إلى بعض نقاط الخلل في بعض القطاعات، وأعطى توجيهات بضرورة إصلاحها في أقرب الآجال. وإن كانت رياح جلسات الاستماع ستمر بردا وسلاما على الوافدين الجدد إلى الحكومة في التغيير الحكومي الأخير، على غرار وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال موسى بن حمادي، وكذا وزير الصيد البحري والمواد البحرية عبد الله خنافو أو وزير الطاقة يوسف يوسفي، وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، ووزير الصناعة محمد بن مرادي وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، وبالتي سيكونون على موعد مع أول جلسة استماع، ولكنهم لن يفلتوا من ملاحظات النظرة الثاقبة لرئيس الجمهورية في منا يتعلق بمخططاتهم لإنجاز إنجازات ومشاريع ما يتعلق بقطاعاتهم. وستهب رياح عاصفة قد لا يتمكنون من مقاومتها على الوزراء الذين حافظوا على مناصبهم، على غرار وزير النقل عمار تو، ووزير الأشغال العمومية عمار غول، ووزير الموارد المائية عبد المالك سلال، وكذا وزير التشغيل الطيب لوح، ووزير العدل الطيب بلعيز، ووزير التربية أبو بكر بن بوزيد، وكذا وزير التكوين المهين الهادي خالدي، سيما الذين تم إعطائهم تعليمات وتوجيهات بشأن نقائص في مشاريع قطاعاتهم، وطالبهم رئيس الجمهورية بضرورة إيجاد حلول عاجلة لها، وبالتالي هؤلاء ستكون جلسة الاستماع عسيرة جدا، ذلك أن رئيس الجمهورية لن يتسامح مع أي خلل في هذا الشأن، وبالتالي سيردد بعض هؤلاء وزراء العبارة القرآنية "ليتني كنت ترابا"!.