يقضي شباب بلدية معاتقة الواقعة على بعد حوالي 30 كلم عن مقر ولاية تيزي وزو معظم أوقات فراغهم بالجلوس في المقاهي والتسكع في الشوارع بسبب النقص الفادح في المرافق والهياكل الشبانية والثقافية والرياضية. فالمنطقة التي تعاني من أزمة حقيقية من حيث توفر العقار نظرا لطابعها الجبلي الحاد، يميزها غياب تام لأي بناية ثقافية كانت أو ترفيهية ماعدا دار الشباب التي تنعدم بها نشاطات من شأنها أن تستقطب الآلاف من الشباب والمراهقين الذين يتسربون سنويا من المدارس. خصوصا عند حلول فصل الصيف، حيث يتهافت الشباب على تنظيم دورات في كرة القدم ما بين القرى، الأمر الذي يضطرهم للتنقل إلى البلديات المجاورة، وهو ما يتسبب لهم في أحيان كثيرة في وقوع شجارات بينهم وبين شباب المناطق المحتضنة للمباريات. ولعل المكان الوحيد الموجود بمعاتقة هو أرصفة الطريق أو أماكن توقف الحافلات أو الأسواق الشعبية، وهذا النقص المسجل في مرافق وأماكن التسلية والترفيه، جعل الآفات الاجتماعية تستقطبهم بسهولة كبيرة بعدما نال منهم الكلل والملل من اليوميات المتشابهة. خاصة مع شبح البطالة الخانقة خاصة خريجي الجامعات والمعاهد. وقد أبدى بعض الشباب تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء الوضع الذي يعانون منه مخافة انحرافهم الذي يكون غير إرادي حيث يدفع بهم المستقبل الغامض من حيث البطالة وانعدام السكن وعمل ثابت وغيرها من الأمور والنقائص التي تجعلهم في حيرة دائمة إلى الانحراف لا إراديا، فلا مجالات تشغيل بإمكانها امتصاص الأعداد الهائلة من البطالين المتعلمين منهم وغير المتعلمين وقد تجد هذه الفئة الأخيرة الأوفر حظا من المتعلمين. من جهة أخرى اشتكى الشباب من انعدام قاعات الأنترنت، التي قامت منذ أسابيع مصالح الأمن بغلقها خاصة بوسط المدينة، هذه الأماكن التي كانت الوجهة الرئيسية للشباب بدل الحانات والتسكع لكنها بدورها أصبحت موصدة الأبواب في أوجههم، ما يجعل من الانحراف خاصة مع انتشار الإجرام بالمنطقة الباب الوحيد الذي ينتظرهم طول الوقت، لذا يناشد هؤلاء السلطات المعنية على الأقل توفير لهم مناصب وفرص عمل تعينهم على الظروف المعيشية الصعبة التي يحيونها يوميا.