أشار السيد أحمد محمد تهامي والي بجاية إلى المشاكل التي تعاني منها الولاية، والتي أرجعها إلى تراكمات الماضي والتي لم تجد حلا نهائيا لها مما تسببت هذه المشاكل في معاناة كبيرة للمواطن، وقد ركز على الجانب الأساسي وهو ما يتعلق بالنظافة أين أكد أنه سجل شخصيا غيابها بشكل ملموس، وأرجع الأسباب إلى المواطن الذي أضحى لا يولي أدنى اهتمام بالبيئة والمحيط الذي يعيش فيه، ومن جهة أخرى اتهم مصالح البلديات على عدم قدرتها على تحمل مسؤولية هذا الجانب والمرتبط ارتباطا وثيقا بقطاع السياحة، مشيرا إلى أنه من الواقع أن يفر السائح من هذه الوضعية التي تتنافى مع أبجديات التحضر والتقدم ..، وفي سياق حديثه تأسف كثيرا لسلوك بعض المواطنين الذين يعترضون إقامة مفارغ عمومية وأصابع الاتهام موجهة إلى بلدية صدوق التي ما تزال تعاني من هذه المعضلة، ثم تطرق إلى مفرغة بوليماط التابعة لبلدية بجاية والتي يرى في تواجدها تجاوزا في حق البيئة، وفي نفس السياق أشار إلى مشروع إنجاز مركز الردم التقني الذي بلغت فيه الأشغال تقدما ملحوظا بأنه يعاني من انعدام الطريق المؤدي إلى هذا المركز، لكن أكد أنه تم معالجة هذا الموضوع بفتح ممر بدءا من الطريق الوطني رقم 12 إلى غاية المنطقة المعنية، لكن استغرب في الوقت نفسه عن طريقة التكفل بالمشروع دون الانتباه إلى عدم وجود طريق إليه، وفي الختام قال الوالي بأن موضوع النظافة وحماية البيئة والمحيط لا تحتاج في الأصل إلى مبادرات من الجمعيات المحلية أو دوائر السلطة أو من الإدارة المحلية لتنظيم حملات تحسيسية وتوعية، لأن الأمر يخص المواطن بالدرجة الأولى، فهي ثقافة وتربية بالدرجة الأولى، ويأمل من المواطن أن يتولى هذا الجانب بنفسه، حتى يوفر لعائلته وأفراده الشروط الصحية والجمالية من خلال الاهتمام بالنظافة والمحيط. الجمعيات المحلية تدق ناقوس الخطر تحركت أخيرا الجمعيات المحلية بولاية بجاية لتدق ناقوس الخطر حول الوضعية السلبية التي تعاني منها شوارع وأزقة بلديات الولاية جراء انعدام النظافة بشموليتها، حيث أن مصالح البلديات المكلفة بذلك برهنت عن فشلها في إدارة هذا الموضوع الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالحياة اليومية للمواطن وسلوكياته المستمرة، حتى الأماكن التي قيل عنها إنها سياحية لم تنج من هذه الظاهرة السلبية، فقد بادرت بعض الجمعياتمؤخرا إلى تنظيم حملات تطوعية قصد تنظيف المواقع السياحية منها حظيرة قورايا ووأوليفي وغيرها من المناطق التي تستهوي السياح، وبعد أيام قليلة عادت هذه المناطق إلى حالتها الكارثية كأن شيئا لم يكن وكأنها لم تنظف سابقا، وهو الأمر الذي أثار حافظة العديد من الجمعيات المحلية التي ترى في هذا السلوك المشين هو بمثابة تعد صارخ على المحيط والبيئة، وهذا رغم العمليات التحسيسية والتوعية التي نظمت في هذا المجال، وهذا الموضوع أخذ حيزا كبير من اهتمامات السلطة التنفيذية على مستوى الولاية، لكن تبقى كل الحلول المقترحة والمجسدة غير ناجعة إلى حد الساعة بدليل أن الظاهرة ما تزال قائمة والنظافة غائبة والمواطن يشتكي، والجمعيات تدق ناقوس الخطر.. وهذه المعضلة تحتاج إلى دراسة عميقة وعزيمة كبيرة من لدن الجميع سواء إدارة محلية أو مواطنين للخروج بحل ناجع وذلك لتحسين صورة الأحياء والشوارع، ورد الاعتبار لمبادئ السلوك الرفيع والذي يهتم بنظافة المحيط والبيئة بدءا من نظافة ذات الفرد أولا، فهل من مخرج في الأيام القادمة.