يستعدّ وزير الخارجية الصهيوني لزيارة جنوب السودان ضمن جولة افريقية، يراها المراقبون تتعدى أهدافها المعلنة إلى حماية علاقاتها الافريقية ومنع تراجعها نتيجة الربيع العربي، إضافة لأهداف اقتصادية واستخبارية أخرى. فقد أعلن يجئال طلمور الناطق بلسان وزارة الخارجية الصهيوني أن زيارة ليبرمان الثانية لإفريقيا ستشمل أيضا رواندا وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا، وذلك ضمن مساعيه لإنهاء إهمال الكيان الصهيوني لدول القارة السوداء سنوات طويلة، مشيرا إلى وجود مصالح مشتركة، حيث يستطيع الكيان الصهيوني تقديم المساعدة في مجال كبح ما أسماه "الإرهاب" المنطلق من الصومال، وفي الزراعة وتطوير الأرياف والماء. ونفى طلمور علاقة الزيارة المرتقبة بالعزلة الدولية التي يعيشها الكيان الصهيوني بسبب سياساته، وقال (إن النصف الأول من العام الجاري شهد ارتفاعا بنسبة 36 % في زيارات دبلوماسيين أجانب لإسرائيل مقارنة بالعام المنصرم)، وأوضح أن ليبرمان سيزور جنوب السودان، وقال (إن إسرائيل ترى في جنوب السودان منطقة إستراتيجية). ومن جانبه، أكّد ألون ليئيل مدير عام وزارة خارجية الكيان الصهيوني الأسبق وسفيرها السابق في عدة دول إفريقية، أن تل أبيب لم تهمل يوما علاقاتها بإفريقيا ولفت إلى أن حرب أكتوبر 1973 أصابتها بضرر فادح لكنها تمكنت من استعادتها غداة توقيع اتفاقية أوسلو في 1993. ورجَّح أن ليبرمان يبحث عن مكاسب سياسية شخصية في ظل اتهامات صهيونية وأجنبية توجه لتوجهاته الفظة والمتطرفة، وأضاف أن (إسرائيل محاطة اليوم بنحو 40 دولة لا نستطيع الاقتراب منها بسبب تعنُّتها، وانهيار المفاوضات مع الفلسطينيين والربيع العربي، رغم أن بعضها ارتبط بعلاقات دبلوماسية معنا)، ورأى أن ليبرمان يحاول التدليل على أن الكيان الصهيوني غير معزول في العالم، وأضاف قائلا (وهذا صحيح، إسرائيل فعليا غير معزولة عدا في الشرق الأوسط، وهي المنطقة الأهم التي يفترض أن تتمحور بها)، وأشار إلى أنها ترى في إفريقيا سوقا كبيرة وتبحث عن استثمارات اقتصادية مربحة في جنوب السودان. بدوره، اتفق الخبير بالشؤون الدولية خالد خليفة مع ليئيل بالخطوط العريضة، وقال (إن زيارة ليبرمان إلى جنوب السودان تأتي ضمن زيارة دول إفريقية كثيرة كإجراء وقائي يهدف إلى صيانة العلاقات معها ومنع تراجعها نتيجة الربيع العربي)، كما يخشى الكيان الصهيوني مقاطعة دول إفريقية لمنتجات المستوطنات، على غرار جنوب إفريقيا. ورجّح خليفة أن ليبرمان يتطلع لنقل المزيد من المهاجرين الأفارقة الموجودين في الكيان الصهيوني لجنوب السودان، وفقا ل (الجزيرة نت). يذكر أن الكيان الصهيوني يرتبط بعلاقات قوية جدا ووثيقة مع جنوب السودان، وقد كانت من أولى الدول التي اعترفت بالدولة الوليدة في 9 جويلية 2011، وتقوم بعمل مشاريع كثيرة في هذه الدولة التي تعتبر خنجرا في ظهر السودان والأمة العربية من الجنوب، كما يؤكّد المراقبون.