أعرب العديد من المواطنين والسكان القاطنين بمنطقة عين المالحة، التابعة لبلدية جسر قسنطينة، عن استيائهم وتذمرهم الشديدين إزاء التصعيدات الأخيرة للاعتداءات، والتي توالت في المنطقة، إذ أدت في ظرف أسبوعين إلى وفاة شخصين إثر شجار حصل بين الأحياء، حيث أكد السكان، في سياق حديثهم مع يومية «السلام»، أن الوضع باء ينبئ بالخطر الكبير الذي أرهقهم وأتعب نفسيتهم خاصة في الآونة الأخيرة. تكرر المشاداة.. كابوس يقضّ مضاجع السكان أصبحت الإقامة في الحي مستحيلة نتيجة الشجارات المتكررة بين شباب الحي والأحياء المجاورة؛ إذ إن هذا الأخير يضم السكان المرحَّلين والقادمين من مناطق مختلفة، خاصة منهم أحياء باب الوادي والحراش كما أفادونا. ولم يعرف الحي السكينة والهدوء منذ اللحظة الأولى التي حل فيها القاطنون الجدد، بعد رفض شباب الحي القصديري والمتواجد بنفس المنطقة المحاذية للسكنات الجديدة، عملية الترحيل، التي اعتبروها تعسفا في حقهم، إذ أشاروا إلى أنهم أولى بالسكنات من غيرهم، وليس أن تستقدم السلطات المحلية غرباء لإسكانهم في حيهم، ولهذه الأسباب أصبح الحي في كل مرة يشهد حدوث شجارات عنيفة تُستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء بين شباب «حي البرارك» - كما يسمونه - وشباب حي المالحة الجديد، حسبما أكد السكان، مما جعل الأوضاع بالحي تشكل هاجسا حقيقيا للسكان، وهذا ما أدى إلى تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء ما يحدث ومسلسل المشاداة الجماعية التي تتكرر مشاهدها بين الفترة والأخرى. مواطنون وناقلون: »تكثيف الأمن بالحي ضرورة ملحّة« وأبدى السكان انزعاجهم خاصة عقب الأحداث المؤسفة التي شهدها الحي في غضون الأسبوع الفارط، وطالبوا بالتدخل العاجل للسلطات المحلية مع تكثيف الأمن بالمنطقة للحد من الظاهرة، التي لم يجد لها القاطنون مبررات أو أسبابا حقيقية لحدوثها، إذ أن معظمهم، وفي حديثهم معنا، عبّروا لنا عن أسفهم لتدهور الأوضاع التي وصفوها بالكارثية، والتي لا تمتّ للسلوكات الحضرية بأي صلة، حيث أسفرت خلال أسبوعين عن وفاة شابين بالمنطقة، إضافة إلى بقاء الحي في عزلة تامة بعدما أصبح يشكل خطرا على السكان والعابرين بالمنطقة نتيجة الانتشار الكبير للمنحرفين به، الأمر الذي أصبح ينفّر الناس حتى في التفكير في المرور به، وهذا ما صرح به لنا الناقلون الذين يعملون على الخط الرابط بين القبة وعين المالحة، والذين امتنعوا بداية من أول الأمس عن دخول الحي تخوفا من الاعتداءات، وباتت محطة عين النعجة نقطة التوقف بالنسبة لهم. ويناشد السكان السلطات المحلية وخاصة الجهات الأمنية العمل على تعزيز الأمن من أجل وضع حد لمسلسل الاعتداءات والشجارات بين الأحياء.