التخلف العلمي والحضاري الذي يعيش عليه المسلمون اليوم والذي أصبح يشكل السمة التي يعرف بها العالم الإسلامي ،زيادة على ما يسمى الإرهاب والفقر،وهذا بطبيعة الحال ليس نتيجة الدين أو المناخ، وإنما هو نتيجة عدة عوامل متراكمة أبرزها السياسات المتبعة في تسيير دواليب السلطة وتوزيع الثروة ، والأوضاع الاجتماعية المزرية التي ورثتها الشعوب الإسلامية من جراء فتنة الاحتلال والتدخلات الأجنبية العسكرية والمدنية في المنطقة..؟ كل هذه الأسباب لا تعطي المبرر للمسلمين أينما كانوا من أن يجعلوا منها وسيلة لتأكيد نظرية التخلف التي نعيشها نحن الخلف الذي لم يقدر أن يكون في أمكانه أن يقدم للبشرية ما قدمه أسلافه في جميع الميادين العلمية والثقافية والتربوية وحتى الفنية ،ولكن رغم ذلك لا يجب أن ييأس هذا الجيل أو الأجيال القادمة من محاولة إثبات الذات وبالتالي المساهمة في التراث العلمي والثقافي الإنساني ، وهذا قدر المستطاع وعلى مراحل حتى نعيد كمسلمين تثبيت أقدامنا،ذلك أن مظاهر التدين وإن كانت ضرورية وواجبة إلا أنها غير كافية لأن تكون مسلما حقيقيا..! لهذا الغرض وبغية تعريف العالم الغربي وحتى المسلمين أنفسهم ،طح هذه الأيام معرض 1001 اختراع إسلامي رحاله بمدينة اسطنبول ، وهذا بعد أن افتتح في لندن منذ أشهر،والهدف منه هو تعريف الجميع بما قدمه المسلمون الأوائل بداية من القرن السابع وإلى غاية السابع عشر ميلادي ،حيث أظهر أن الحضارة الإسلامية ساهمت بما لا يقل عن 1001 اكتشاف هي اليوم تحسب على أنها من اختراع الأوروبيين ، ومن أمثلة ذلك في مجال الفيزياء اختراع "الكاميرا"من طرف ابن الهيثم ،وأن جابر بن حيان هو مخترع الكيمياء الحديثة ،وأن الجزاري هو مخترع الساعات الميكانيكية ،وان أول من قام بمحاولة الطيران هو عباس بن فرناس،وأن أدوات الجراحة والتشريح التي كثيرا ما استخدمها الغرب وإلى وقت متأخر هي من اكتشاف العالم المسلم الزهراوي،وأن الدورة الدموية من اكتشاف بن النفيس،وأن المسلمون هم أول من صنع الصابون وأكتشف القهوة وصنع أقلام الحبر ،واستخدم طاحونات الهواء ، وأن الخوارزمي هو أول من وضع علم الجبر،وأننا كمسلمين أول من صمم الحدائق للتمتع والاسترخاء..؟ وإن المتتبع للمعرض لاشك وانه سيكتشف الكثير والكثير وسيذهل ، ولا شك أنه سيفتخر بحق بماضيه وإسلافه وحضارته التي امتدت لأكثر من عشرة قرون ، وهو ما سيدفه ويدعوه ليكون مسلما ايجابيا يساهم في الحضارة الإنسانية و العالمية..؟