يتعرض الكثير من الأزواج إلى مشاكل جمة في الحياة يتقاسمونها مع بعضهم البعض، حيث تحدث في أغلب الأوقات أشياء تكون لأسباب تافهة لا تستحق العناء، ولعل السبب الأول والأخير الذي يفتك بالأسر هو تلك الظاهرة التي تفشت وبكثرة بين أوساط الأزواج وهي الغيرة المفرطة والشك الذي يضاف إليه انعدام الثقة التي تهدد سلامة وحياة الأزواج في المجتمع الجزائري مما يحول حياتهم إلى كابوس لا يحتمل يكون سببا لدفن كل المشاعر الحميمية وتشتت العائلة، خاصة إذا أثمر هذا الزواج بالأولاد وهو ما باتت تعتاد عليه مسامعنا في الكثير من الأوقات. وفي هذا الصدد أفادنا أحد الأزواج، وهو (محمد) البالغ من العمر 45 سنة بقوله: (لا أستطيع العيش أي لحظة دون أن أفكر بالسوء في زوجتي، وبالرغم من أنني حاولت مرارا وتكرارا إلا أنني لم أعد أصدق مما تقول شيئا، حين تذهب لزيارة أهلها أتبعها خفية كل هذا لأنها أقدمت على الكذب علي مرة واكتشفت كذبها وبالرغم من التبريرات التي قدمتها إلي إلا أنني لم أعد أصدق ما تقول، وبالرغم من مسامحتي لها إلا أنني لم أنس بعد، ولا أزال أشك في أي كلمة قد تخرج من فمها وحتى حين تقول أحبك أتساءل لماذا تقولها وماذا تخفي من ورائها؟ أصبحت أعيش دوامة من الشك وعدم الثقة يؤرقني). إنها قصص واقعية تروي مأساة ومعاناة هؤلاء ومنهم السيدة (أمينة) التي تبلغ من العمر 39 سنة تقول: (بدأت مأساتي يوم استسلمت لشكوكي وتركتها تسيطر علي وتتحكم في تصرفاتي، حيث أخذت أنهال على زوجي بوابل من الأسئلة بمجرد دخوله وخروجه للمنزل من نوع أين كنت وأين ذهبت؟ ومع من قضيت وقتك؟ ومع من تتكلم في الهاتف؟ وغيرها من الأسئلة المزعجة التي كانت سببا في انهيار حياتنا الزوجية نتيجة غياب الثقة، حدث هذا بالرغم من محاولات زوجي اليائسة، حيث سخر كل جهوده في محاولاته لإصلاح ما أفسدته الشكوك إلا أنه عجز في النهاية عن إنقاذ ما تم تدميره ولم يبق خيار بعد أن استحالت العشرة سوى قطع هذه العلاقة التي باتت تشكل عبئا علينا). وفي نفس السياق جمعتنا اعترافات أخرى وهذه المرة كانت لزوج غيور من جمال زوجته بعد أن رزقه الله بزوجة فاتنة الجمال هادئة الطباع على حد قوله: (لم أرَ منها سوى الخير لكن هوسي بها وغيرتي الشديدة التي أصفها بالمرضية صورت لي ما لم يكن موجودا، أشياء لا أساس لها من الصحة، حيث كان جمال زوجتي مشكلتي الوحيدة ومصدر للصراعات، إذ أقدمت على حرمانها من الخروج وحضور الأعراس والمناسبات مع أقرب الناس إلي، وقد وصل بي الأمر في أحد الأيام إلى منعها من زيارة أهلها، وقد وصل بها الأمر إلى الامتناع عن الخروج رفقتي بسبب افتعالي للمشاكل في حالة ما إن وقعت عين أحد المارة عليها، أو في حالة ما إن رفعت رأسها عن الأرض) يتنهد (عصام) ثم يضيف: (ليت الأمر توقف عند هذا الحد بل تعداه إلى افتعالي حركات ليست من طباعي، إذ قمت في أحد الأيام بأخذ الهاتف من يدها لأتأكد من صوت المتكلم، الأمر الذي ضايقها كثيرا وأمام كثرة هذه الشكوك وانعدام الثقة فقد وصل بنا المطاف إلى الانفصال).