تبدأ النيابة العامة بمدينة أرنهيم الهولندية فتح التحقيقات مع قائد القوات الهولندية لحفظ السلام سابقا العقيد توم كاريمانس خلال الأيام المقبلة. تلك القوات التي كانت في سيربينتشا بالبوسنة عام 1995، وتسببت في وقوع مجزرة ضد 8 آلاف مسلم على أيدي قوات صرب البوسنة. وسيتم التحقيق مع كاريمانس، ونائبه الضابط فرانكين ،عبر دعوى قضائية جديدة تقدم بها اثنان من الناجين من المذبحة وهما حسن نوهانوفيتش الذي كان يعمل مترجما للقوات الهولندية حينئذ، وريزو مصطافيتش، وكان يعمل كهربائيا أيضا بمعسكر حفظ السلام للقوات الهولندية بسيربينتشا. وأكد المترجم أن والدته وشقيقه لجآ لمعسكر حفظ السلام الهولندي مع آلاف آخرين في 11 جويلية 1995، للاستنجاد بهم وحمايتهم من القوات الصربية، إلا أن القوات الهولندية طالبتهم بالمغادرة، وقامت بطردهم، كما قامت بطرد أسرة الكهربائي وبينهم زوجته أيضا، حيث تم إرسال الجميع إلى الموت على أيدي الصرب، وقلة هم من نجوا. وأكدت محامية المدعين الهولندية ليزبيث سخيس فيلد التي أعلنت خبر بدء التحقيقات، أن هذه الحقائق الجديدة، إنما تؤكد أصابع الاتهام في تورط القوات الهولندية وقادتها في وقوع هذه المذبحة، حيث تم طرد المستنجدين من المعسكر، وذلك ليلقوا حتفهم، معربة عن ثقتها بأن النيابة والقضاء الهولندي العادل سيتخذان الطريق الصحيح إزاء هذه الحقائق الجديدة. وكان الاتحاد الأوروبي وصف مذبحة سريبرينيتسا بأنها "وصمة عار على جبين أوروبا". وقالت ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية ومفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع والجوار ستيفان فول في بيان مشترك بمناسبة الذكرى ال 15 للمجزرة إن "الجرائم المروعة التي ارتكبت وصمة عار للقيم والمبادئ والحقوق الأساسية التي تتبناها أوروبا وإنسانيتنا المشتركة". وأشار البيان إلى أن "سريبرينيتسا تمثل اليوم ذكرى صامتة لشيء ما كان ينبغي أن يحدث أبداً ويجب أن لا يحدث مرة أخرى أبدا". وأضاف البيان أن "التأهيل للمستقبل وعد يجب علينا السعي لتحقيقه للجيل المقبل وهذا يعتمد على إرساء العدالة واستمرار التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وهما أمران ملحان وضروريان". وتابع "هذا ما يريد الاتحاد الأوروبي من أجل الناجين من مذبحة سربرينيتشا وجميع مواطني دول البلقان الغربية ويجب إنصاف الضحايا من خلال المحاكم وأن يتمتع الجميع بمستقبل أفضل في أوروبا وضمان السلام والاستقرار وسيادة القانون". وفي 11 جويلية 1995 دخلت القوات العسكرية لصرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش جيب سربرينيتسا، الذي كانت الأممالمتحدة أعلنته "منطقة آمنة" تحظى بحماية قواتها لحفظ السلام، فارتكبت فيه أفظع مجزرة بحق المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية، إذ قتلت في غضون بضعة أيام نحو ثمانية آلاف رجل وفتى بوسني مسلم. واعتقل الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش، الذي يعتبر من ابرز المسؤولين عن مذبحة سربرينيتشا، في جويلية 2008 في بلغراد وتجري محاكمته حاليا في محكمة الجزاء الدولية. اما رادكو ملاديتش الزعيم العسكري لصرب البوسنة ففارٌّ منذ سنوات من وجه العدالة الدولية التي تبحث عنه لدوره في المذبحة. يذكر أن مجزرة سريبرينيتسا كانت نتيجة للنزاعات القومية التي تلت انفصال الدول المكونة ليوغوسلافيا الاتحادية عن صربيا في التسعينات واعتبرتها محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة حملة إبادة، وقتل الضحايا بالرصاص ودفنوا في حفر جماعية ثم نقلت إلى حوالي سبعين موقعا لطمس الأدلة.