أحيت البوسنة والهرسك يوم الأحد الذكرى السنوية الخامسة عشرة لمجازر سربرينتشا التي إرتكبتها قوات صرب البوسنة وراح ضحيتها أزيد من 8000 بوسني مسلم وسط وقفة دولية منددة بفضاعة الجريمة واعتراف أوروبي بأنها جريمة ستظل "وصمة عار" في جبين أوروبا لا بد من العمل لتفادي تكرارها. ويشارك في حفل التأبين الذي نظم بالمناسبة لضحايا المجزرة عشرات الآلاف من أهالي الضحايا والمواطنين الأوروبيين وناشطين من جمعيات إنسانية دولية وشخصيات عالمية ورؤساء دول وحكومات من المنطقة. و يحضر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم خلال زيارته إلى البوسنة والهرسك حفل تأبين ضحايا المجزرة. وعشية ذكرى المجزرة دعا الرئيس الصربي بوريس تاديتش إلى المصالحة بين جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وأكد ان مشاركته اليوم في البوسنة في حفل تابين الضحايا بسربرينيتشا يمثل "فعل مصالحة وبناء جسور بين أمم الدولة السابقة المشتركة" يوغوسلافيا. ورفضت صربيا ولسنوات خلت الإقرار بهول المجزرة التي صنفتها الهيئات القضائية الدولية جريمة إبادة جماعية الا ان البرلمان الصربي وفي شهر مارس الماضي اصدر قرارا يدين فيه و"بأشد العبارات" المجزرة ويقدم الاعتذار لضحاياها. وقد قررت الأممالمتحدة والبرلمان الأوروبي والكونغرس الأمريكي إعتبار ذكرى مجازر سربرنتشا " يوما عالميا " للتضامن مع ضحايا سربرنتشا . يذكر أنه في 11 جويلية 1995 دخلت القوات العسكرية لصرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش جيب سربرينتشا الذي كانت الأممالمتحدة أعلنته "منطقة آمنة" تحظى بحماية قواتها لحفظ السلام وارتكبت فيه ما وصف بأفظع مجزرة بحق المدنيين منذ الحرب العالمية الثانية إذ قتلت في غضون بضعة أيام نحو ثمانية الآف رجل وفتى بوسني مسلم. وقد تعهدت بلغراد بملاحقة واعتقال راتكو ملاديتش الفار منذ سنوات من وجه العدالة الدولية فيما اعتقلت رادوفان كرادزيتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة في بلغراد في جويلية 2008 وهو يحاكم حاليا في لاهاي بجريمة ارتكاب ابادة جماعية. وفي ذكرى المجزرة اصدر الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بيانا قال فيه أن " المأساة التي عاناها شعب البوسنة تذكرنا جميعا وتذكر أجيال المستقبل بمسؤوليتنا المشتركة عن العمل سويا لمنع تكرار مثل هذه الجرائم ضد الإنسانية في المستقبل ". ووصف الاتحاد الأوروبي اليوم مذبحة مدينة سربرينتشا بالبوسنة والهرسك بأنها "وصمة عار على جبين أوروبا". وقالت منسقة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية ومفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسيع والجوار ستيفان فول في بيان مشترك بمناسبة الذكرى أن "الجرائم المروعة التي ارتكبت وصمة عار للقيم والمبادئ والحقوق الأساسية التي تتبناها أوروبا وإنسانيتنا المشتركة". كما جاء في البيان أن "التأهيل للمستقبل وعد يجب علينا السعي لتحقيقه للجيل المقبل وهذا يعتمد على إرساء العدالة واستمرار التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وهما أمران ملحان وضروريان". من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم ان مجازر سربرينتشا "جريمة جلبت العار بأسره على الدول الاوربية" مشددا على ضرورة ان يمثل المسؤولون عن هذه المذبحة أمام العدالة. وفي السياق ذاته ذكر رئيس الوزراء البريطاني ان الحكومة البريطانية ستسعى بشتى الطرق لدعم البوسنة والهرسك ومساعدتها لاحراز تقدم كبير في سبيل تمهيد الطريق امامها للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي.