أثارت مبادرة مركز تجاري كبير في هولندا ببيع الحجاب للنساء المسلمات في فروع سلسلة متاجره الشهيرة، جدلا كبيرا وتفاوتا في الآراء، فيراها البعض تسهيلا لاندماج المسلمين، والبعض يراها خطوة على طريق الأسلمة، وهناك من يعتبر الخطوة تخدم أغراضا تجارية بحتة. وأوضح المتحدث باسم المركز أن بيع غطاء الرأس بمؤسساتهم التجارية تتماشى مع فلسفة المركز التجاري في جعل (الحياة اليومية للزبون أسهل وأكثر متعة)، مشيرا إلى أن الطلب عليه كبير من قبل المسلمات. وقاد عددٌ من الشباب حملة على شبكة الإنترنت ضد مبادرة المركز التجاري، متهمين المركز بأنه يريد المتاجرة بالمسلمين بعدما انتقد المتحجبات في السنوات الماضية، كما انتقد المحتجون غلاء الأسعار في المركز، مشيرين إلى أنه يبيع الحجاب بضعف السعر في محلات المسلمين. وأشاروا إلى قيام أحد فروع المركز التجاري ببلجيكا بإقالة عاملة ترتدي الحجاب العام الماضي، تزامنا مع بدء سريان قانون منع ارتداء الرموز الدينية، مما أثار احتجاجات المسلمين وقتها، لكن المركز أوضح أن المرأة المطرودة رفضت أن تنتقل إلى العمل بمستودع. من جهتها، شنت مجموعاتٌ يمينية مناهضة للإسلام حملة عبر الإعلام على المركز التجاري لبيعه حجاب المرأة المسلمة، واعتبروا أن المركز يساهم في ما سموه (أسلمة المجتمع ونشر سياسة التفرقة والاضطهاد للمرأة)، على حد زعمهم. في المقابل، أعربت الناشطة المسلمة اعتماد رايس عن أسفها لرفض العديد من المسلمات بيع الحجاب في واحد من أكبر الشركات التجارية البلجيكية الهولندية، واعتبرت أن قرار فرع المركز التجاري العام الماضي بطرد متحجبة لم يكن يقصد به المسلمين وإنما الرموز الدينية بصفة عامة. وقالت رايس في حديث للجزيرة نت إن (المركز صمَّم اليوم غطاء رأس خاص للعمل وللرياضة للمسلمات وهو ما يحل مشاكل المسلمات المتحجبات في أوروبا، فلماذا نحاول قطع اليد التي تُمد إلينا؟!). أما عائشة بيرق -وهي مسلمة من أصول هولندية- فقد توقعت أن تكون رد المسلمين أكثر إيجابية وأن يسهموا في دمج الحجاب في السوق التجارية الأوروبية، وفي المكون العام المجتمع، ووصفت الحجاب الذي يعرضه المركز بأنه مريح وعملي، ويستجيب للمعايير التي تحتاجها المرأة المسلمة وخاصة في أماكن العمل وأثناء ممارسة الرياضة. يشار إلى أن الغرب تسوده حالة من (الإسلاموفوبيا) وهي حالة الخوف غير المبرر من الإسلام، حيث يسعى اليمين المتطرف في أوروبا إلى التضييق على المسلمين ومنعهم من إقامة شعائرهم وارتداء الحجاب وغير ذلك، وهو ما حدث فعلا في عدد من الدول الأوروبية.