تحوّلت مناطق عديدة من العاصمة في المدة الأخيرة إلى نقاط سوداء بعد أن زحف عليها الصفيح، خاصة في المرتفعات كبوزريعة وبراقي، فالآلاف من العائلات تعيش تحت الخط الأحمر منذ سنوات طويلة منتظرة وعود الترحيل المتكررة من السلطات المحلية.. أكدت وزارة السكن بأنه حوالي 8 بالمائة من الحظيرة الوطنية عبارة عن سكنات هشة، كما أن عملية إحصاء سنة 2007 أبرزت أن ما يزيد عن 500 ألف سكن في الجزائر هو عبارة عن سكن هش، منها 45 ألف موجودة في العاصمة لوحدها. وهذه الإحصائيات على الرغم من أنها ليست مطابقة للواقع، أي أنها بعيدة عن الرقم الحقيقي الذي تضمه العاصمة، إلا أنها تبقى أرقاما مرعبة، فبوزريعة لوحدها تحمل مئات العائلات التي تقطن أغلبها بالأحياء القصديرية، فمن كونتابات إلى بوسكون إلى فري فالن، فالمنطقة متربعة على العديد من الأحياء القصديرية، وهي على ذلك من أهم وأسوأ المناطق من حيث الأوضاع المعيشية.. كما نجد أيضا أن منطقة جسر قسنطينة هي الأخرى تعتبر من بين النقاط السوداء في العاصمة من خلال احتوائها على أكثر من 10 آلاف عائلة تسكن ببيوت قصديرية موزعة على 19 موقعا قصديريا في بلدية جسر قسنطينة، والذين تم إحصاؤهم خلال سنة 2007 فقط والذين أدرجت أسماؤهم في برنامج ولاية الجزائر للقضاء على البيوت القصديرية والهشة بالعاصمة.. وهذا الرقم يبقى هو الآخر بعيدا عن أرض الواقع عن ما هو كائن في جسر قسنطينة التي تشهد يوميا حالة احتجاجات مستمرة من طرف سكان البيوت القصديرية الذين يعايشون ظروفا توصف بالكارثية والخطيرة، خاصة هؤلاء المتواجدون على ضفاف واد أوشايح بباش جراح، والذين يتعرضون لخطر الغرق كل فصل شتاء بسبب فيضان الوادي. والأمر نفسه نجده في برج الكيفان والتي تحوي بدورها العديد من البيوت القصديرية، فلا تعد ولاتحصى المواقع القصديرية عبر هذه المنطقة، فحسب آخر إحصاء رسمي للبلدية يوجد أكثر من3800 بيت قصديري ببلدية برج الكيفان وما خفي كان أعظم، إذ أن هذه الإحصائيات بعيدة عن أرض الواقع بكثير.. فحسب المكلف بالشؤون الاجتماعية ببلدية برج الكيفان الذي أكد ل(أخبار اليوم) في تصريح سابق بأن أغلب الأحياء بهذه المنطقة تحوي بين أزقتها مواقعا للقصدير كدرقانة وبن مرابط، قايدي وعلي عمران، إلا أن البلدية لا تملك العدد الحقيقي لهذه البيوت، فحسب آخر إحصاء لها وجدت 3800 بيت قصديري، إلا أن الموجود في أرض الواقع يتجاوز هذا العدد بكثير.. وبالإضافة إلى هذه المواقع والنقاط السوداء بالعاصمة هناك حوالي 20 عمارة مصنفة من طرف اللجان التقنية لمصالح بلدية بلوزداد في الخانة الحمراء، بالإضافة إلى حوالي 150 عمارة مهددة بالانهيار، فحي بلكور هو الآخر يضم المئات من العائلات التي تواجه الخطر بشكل يومي في عمارات الموت دون أن تستفيد من ترميم أو عملية إعادة إسكان طيلة السنوات الماضية.. كما نجد أن باب الوادي أكثر من 400 عائلة تعيش في بيوت هشة ومهددة بالانهيار، بالإضافة إلى المرتفعات المجاورة كبولوغين وبينام وواد قريش هي الأخرى التي تضم عائلات ومواطنين يمضون يومياتهم جنبا إلى جنب مع الموت دون ورود حلول أو تنفيذ لوعود أطلقتها السلطات المحلية طيلة عهدتهم السابقة، رغم أن عملية الترحيل الكبيرة التي مست هذه المقاطعات خلال 2011 إلا أنها في الحقيقة لم تمس إلا نسبة قليلة من عائلات تعيش لأكثر من عشرين سنة بين الصفيح والبيوت الهشة.. ومن جهة أخرى فإنه من المنتظر أن تمس عملية إعادة الإسكان القادمة حوالي 3245 عائلة من مختلف المقاطعات الإدارية للعاصمة من سكنات لائقة بعيدا عن جحيم تعيشه لعقود من الزمن وذلك في إطار عملية ترحيل جديدة لفائدة سكان الأحياء القصديرية، السكنات الهشة، الشاليهات، ومن أهم المواقع والنقاط التي ستمسها هذه العملية نجد المقاطعة الإدارية لسيدي أمحمد، باب الوادي، زرالدة، حسين داي، الحراش، الدارالبيضاء، براقي، رويبة، بوزريعة، بئر مراد رايس ، وكلها مواقع تضم مئات العائلات التي تعيش تحت الخط الأحمر لسنوات طويلة..