شدد ممثل وزارة السكن والعمران على ضرورة إعادة الإعتبار للهندسة المعمارية التقليدية بمدن جنوب البلاد. وأوضح السيد وارث فيصل خلال إشرافه بورقلة على يوم مهني حول السكن نظم على هامش الصالون الأول للسكن والعقار الذي تحتضنه ولاية ورقلة أن هناك العديد من المدن بالجنوبالجزائري على غرار مدينتي ورقلة وبشار أصبحت تفتقد "بشكل واضح" إلى نمط البناء الصحراوي التقليدي (بعدما زحفت عليها أشكال معمارية أخرى لا تتلاءم مع طبيعة مناخ البيئة الصحراوية). ويرى ذات المتحدث أن العودة إلى نمط الهندسة المعمارية التقليدية "لا يطرح" إشكالا طالما أن الجزائر لديها من الإمكانيات المادية البشرية القادرة على تحقيق هذا التوجه الذي (لا يتناقض إطلاقا مع الحداثة والتطور)، حيث بالإمكان المزاوجة بين نمط الهندسة المعمارية التقليدية والعصرية. وإلى جانب الطابع الجمالي والمميز الذي تضفيه على المدن فإن الهندسة المعمارية التقليدية لديها خاصية أخرى تتمثل في (الإقتصاد في الطاقة الكهربائية) حيث (لا تستدعي البناءات المشيدة وفقا لهذا النمط من العمران بمواد محلية الإعتماد وبشكل كبير على وسائل التكييف) وذلك عكس البناءات الحديثة المنجزة بالإسمنت التي لا توفر المناخ اللطيف في فصل الحر الشديد كما أضاف ذات المسؤول. وذكر وارث أن الوزارة وإدراكا منها لأهمية هذا الجانب دأبت منذ سنوات على تخصيص جائزة مالية ذات طابع تحفيزي تمنح لأحسن المهندسين المعماريين ومكاتب الدراسات التي تقوم بتصميم نماذج معمارية لإنجاز بناءات على النمط التقليدي. وقد تقرر في هذا الصدد رفع القيمة المالية لهذه الجائرة التحفيزية في السنة القادمة إلى واحد (1) مليون دج بدلا من قيمتها الحالية المقدرة ب 200 ألف دينار.