تعتبر تيزي وزو من بين أحدث ولايات الجزائر. وتقع هذه الولاية شرق الجزائر العاصمة بحيث لا يبعد مقر الولاية سوى بحوالي 105 كلم. وتنقسم الولاية إداريا إلى 21 دائرة و 67 بلدية. ويغلب الطابعين الفلاحي والتجاري على نشاطها علما وأن مواطنيها ذوو الأصول الأمازيغية يجلبون قوت عيشهم على العموم عن طريق النزوح الريفي نحو المدن والهجرة إلى الخارج وكذا الصناعات التقليدية العريقة كالفخار والنسيج القبائلي وعصر الزيتون. ويعيش السكان في المناطق الريفية على شكل قرى يصل عددها أكثر من 1400 قرية. وتعتبر تيزي وزو أكبر منطقة يستقر فيها القبائل الامازيغ لذلك فهي تدعى منطقة القبائل الكبرى، إلى جانب بجاية التي تلقب بمنطقة القبائل الصغرى. وتستعد العائلات القبائلية كغيرها من الولايات استعداد بهيجا لشهر رمضان المعظم بحيث يفرح القبائليون بالمناسبة العظيمة ويذهبون الى التحضير للشهر الكريم اياما قبل حلوله، ذلك ما يظهر في تهيئة المنازل والبيوت ولا ننسى المساجد كدور للعبادة بحيث تقوم النسوة القبائليات بالتردد على الاسواق الشعبية من اجل جلب مستلزمات الشهر الكريم من توابل واواني وغيرها من المقتنيات على غرار الفريك وشربة الفداوش بحيث تتنوع المائدة الرمضانية القبائلية بين الاكلات القبائلية المحضة والحميس الذي ذاع صيته في كامل ولايات الوطن ويتربع على الموائد الرمضانية لاسيما العاصمية في كامل الشهر وهو عادة ما يتكون من الفلفل بنوعيه الحلو والحار بالاضافة الى سيد المائدة الرمضانية القبائلية زيت الزيتون الذي يمتلك شهرة واسعة على مستوى الولاية وفي كل الوطن وحتى بالخارج نظرا لجودته العالية، حتى أن هناك من ينعته ب"زيت القبايل" بدل زيت الزيتون وغالبا ما يتم الاعتماد عليه ليس فقط في اعداد الحميس او الشليطة كما يطلق عليها في العاصمة وانما يعتمد عليه ايضا في تحضير المقبلات او السلطات فالعائلة القبائلية تستغني عن استعمال الزيت العادي ويتضاءل استعمالها له لاسيما في الشهر الفضيل وعادة ما يتم تحضير تلك المواد الاكثر استهلاكا في رمضان قبله بايام كالحميس وتحتفظ به النسوة في الثلاجدات لكي يسهل عليهن استعماله في اياكم رمضان وينقصن بذلك الجهد المبذول في تحضيرها اما الطبق الاساسي في مائدة الافطار هو الشربة التي يعتمد فيها على دشيشة الفريك او الفداوش او لسان الطير بالاضافة الى الاطباق الثانوية الاخرى كطاجين الحلو والمثوم والدولمة، فكما سبق ذكره فان المائدة الرمضانية القبائلية هي متنوعة وتحمل اطباقا عاصمية وحتى اطباقا اخرى مثلها مثل الموائد الجزائرية الاخرى وبعد الافطار تلتزم اغلب العائلات القبائلية باجتياز السهرة بين الاحباب والاقارب حول صينيات الشاي والقهوة المتبوعة بقلب اللوز والزلابية والمقروط المعسل ليختار اخرون التوجه الى بيوت الله من اجل القيام بشعيرة التراويح بحيث تلبس المساجد في ولاية القبائل ابهى حلة وتزينها الانوار المتلالئة التي يزيدها توافد المصلين بهاءً ورونقا متميزين.