يقبل المواطنون خلال شهر رمضان، وأكثر من أشهر السنة الأخرى، على الحلويات التي تعتبر أساسية بعد وجبة الإفطار، خاصة تلك التي يكثر صنعُها خلال الشهر الفضي كالزلابية والقلب اللوز والقطايف وغيرها، لكن هناك، وللأسف، من يستغلّ تهافت المواطنين عليها ليبيعها لهم على أسوإ حالة. لا يبحث المواطن الجزائري في ظل ارتفاع الأسعار على الجودة بقدر ما يهمه السعر، خاصة بالنسبة لتلك الحلويات التي صار ثمنها ينافس سعر المواد الاستهلاكية الضرورية، بل يفوقها في أحيان كثيرة، وخاصة الزلابية، التي ورغم انخفاض الإقبال عليها إلاّ أنّ ذلك لم يجعل سعرها ينخفض، وظل يتراوح بين المائة وعشرين دينارا والمائتي دينار، أو ربما أكثر، بحسب الجودة والمكان، وما لاحظناه أن بعض التجار لا يكتفون برفع الأسعار، بل أنهم يبيعون المواطن مواد مسمومة، او في طريقها إلى أن تتحول إلى مادة سامة، فمن كيفية تحضيرها إلى طريقة بيعها والأماكن التي تباع فيها، إلى حجزها ليلة او ليلتين ثم بيعها على أنها جديدة، أما المواطن المسكين فانه يشتريها دون او يعلم او قد يعلم لكنه يختار، مغلوبا على أمره، السعر وليس الجودة. كلما يحل شهر رمضان او قبل ذلك بقليل، يتحول كل التجار إلى تجار موسميين، وأكثرهم يتحوّل إلى لبيع الزلابية ومختلف الحلويات الرمضانية، وفي غالب الأحيان لا يكون لهم دراية بصنعها، ولا بكيفية حفظها، لأنها بالنسبة لهم تجارة موسمية لهذا فإننا نجد الكثير من المواطنين يشتكون من تلك الحلويات التي تباع على الأرصفة، والتي تكون قديمة الصنع، وهو ما أكدته لنا سارة، التي اشترت كيلوغراما من الزلابية، وأخذتها إلى بيتها، قبل أن تفاجأ بها زلابية قديمة، أي أنها تكون قد صنعت قبل يومين او ثلاثة، وخاصة بعدما تركت نصفها إلى يوم الغد، فصارت غير صالحة للأكل تماماً ولا مذاق لها، تقول:"لا بد من أن تكون هناك لجان مراقبة تراقب نوعية السلع المعروضة، وكذا موافقتها لمقاييس الصحة، أما وان يبيع أي شخص أي شيء، فهذا ما يجعل التسممات تكثر، والناس يمرضون من جراء تلك المواد الغذائية، التي تكون عادة منتهية الصلاحية، ولي جارة دخلت إلى المستشفى منذ يومين بسبب تلك الحلويات الضارّة، وكادت تفقد حياتها كذلك، فالبعض لا يعلم مدى خطورتها على الصحة، ولا ينتبه إلى ذلك، ولا يتوانى عن تسميم الناس من اجل النقود"، أما سليمان فهو الأخر اشتكى لنا من الظاهرة، بعدما اشترى قلب اللوز، والذي كان ذوقه غريبا، لكن مع ذلك أكل منه بعض أولاده، فأصيب أصغرهم بالإغماء، وبعد أن استعاد وعيه، لم يجد سليمان أمامه إلا الذهاب إلى بائع الحلويات بغية تأنيبه، وكاد يتشاجر معه، لولا أنّ البائع أكد له انه لم ينتبه إلى أن الحلوى التي صنعها لها مذاق غريب.