قرّرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر تأجيل النّظر في ملف جماعة إرهابية تقوم بتجنيد الشباب للانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية النّاشطة في الجبال، كما تزوّدهم بالمؤونة والمعلومات الخاصّة بتحرّكات عناصر الأمن، حيث من المنتظر أن يفتح ملف القضية خلال شهر ديسمبر المقبل بطلب من هيئة دفاع المتهمين. حسب ما تحصّلنا عليه من معلومات فإن تحريك القضية كان في إطار التحقيق الذي توصّل إلى تفكيك والقضاء على شبكة الدّعم وإسناد الجماعات الإرهابية المسلّحة المتواجدة بجبال تيزي وزو، بومرداس وبرج بوعريريج. ومن خلال الاستغلال التقني تمّ تحديد هوية أحد الأشخاص النّاشطين ضمن هذه الجماعات، والذي كان على اتّصال مع مجموعة إرهابية مسلّحة تنشط خارج الولاية، وبالضبط بولايات تيزي وزو، بومرداس برج بوعريريج، ويتعلّق الأمر بالمدعو (ق. جعفر) الذي تمّ إيقافه سنة 2009، والذي صرّح أمام الضبطية القضائية بأن المكالمات الهاتفية التي كان يجريها مع عناصر الجماعات الإرهابية المسلّحة المتمركزة بمعاقل جبال تيزي وزو كان يقوم بها أحد أبناء الحي الذي تربطه به علاقة صداقة منذ سنة 1999، ويتعلّق الأمر بالمدعو (س. جمال) الذي عرض عليه الانضمام إلى صفوف الجماعات الإرهابية فكانت معظم لقاءاتهم تتمّ بمصلّى (كوريفة رشيد) بالحرّاش وتدور حول الانضمام والمشاركة في الأعمال الإجرامية، وهو الشخص الذي استفاد من تدابير الأمن في إطار تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، كما أنه التقى بالمدعو (س. جمال) للمرّة الثانية رفقة شخص آخر يجهل هويته الذي اقترح عليه وضع سيّارة مفخّخة على مستوى محطّة الحافلات لنقل المسافرين بالسمّار جسر قسنطينة، والذي رفض القيام بها كما رفض مرافقته إلى ولاية تيزي وزو قصد إيصال المؤونة وبعض المتطلّبات إلى الجماعات الإرهابية المتمركزة بجبال تيزي وزو، كما أضاف أن المدعو (س. جمال) هو الذي كان يتّصل بالجماعات الإرهابية مستعملا شريحة هاتفه وأكّد أنه ينتمي إلى جماعة إرهابية مكوّنة من المدعوين (س. جمال)، (س. حسين)، (ل، بومدين)، (ح. أعمر)، (ح، مالك) و(بن. مخلوف). وخلال استجوابه، أنكر المتّهم التهم المنسوبة إليه مؤكّدا أنه يعرف المتّهمين على أساس أنهم أبناء خالة (س. جمال)، وأكّد أن هذا الأخير تقدّم منه وطلب منه هاتفه النقّال بحجّة أن بطارية شحن هاتفه كانت ضعيفة، حيث اتّصل من هاتفه النقّال، كما صرّح بأنه عرض عليه العمل لصالح الجماعات الإرهابية إلاّ أنه رفض ذلك فقام بتهديده بالتصفية الجسدية وتصفية عائلته، وأكّد أنه ذات مرّة رافقه إلى حي الجبل وكان رفقة (ح. مالك) و(س. حسين) وهناك التقوا بالمدعوين (ل. بومدين) و(ح. عمار) وسلّم هذا الأخير كيسا بلاستيكيا ل (س. جمال) الذي بدوره سلّمه ل (ح. مالك) الذي قام بفتحه فشاهد مسدسين ملفوفين في منديل أبيض، وعند عودتهم إلى حي (كوريفة) قام هذا الأخير بوضع ذلك الكيس داخل كيس مؤونة الذي أخذه (س. جمال) إلى معاقل الإرهاب بتيزي وزو، وبعد حوالي 3 أيّام أخبره هذا الأخير بأنه التقى بأخويه في جبال تيزي وزو كانا يحملان أسلحة كلاشينكوف، وأنه قضى رفقة (ح. مالك) يومين أو ثلاثة أيّام برفقتهما، كما صرّح بأنه رافق (س جمال) وأخيه (حسين) إلى الداموس وهناك التقوا بثلاثة أشخاص وحدّدوا معهم موعدا للتنقّل إلى تيزي وزو لمقابلة أشقّاء (س. جمال).