بعض الأبحاث والدراسات النفسيّة تثبت أن المرأة الذكيّة هي التي تختار العصبي المزاجي على الرجل الهادئ المرح. وذلك أن الرجل الهادئ المرح.. رجل غامض.. يستطيع أن يحسب خطوته ويعرف متى يغضب ومتى يقدم تنازلات للمرأة.. وهو أكثر عناداً من المزاجيّ العصبي! بعكس العصبي المزاجي.. هو يشعر في قرارة نفسه أنه بعصبيّته ومزاجيّته يفرض شخصيّته على المرأة .. وهو في الحقيقة إنما يكشف لها عن شخصيته وعن مفاتيح شخصيته ونقاط ضعفه.. والمرأة الذكيّة هي التي تعرف كيف تتعامل مع هذه المفاتيح.. دراسات في علم النفس تؤكّد أن الرجل (العصبي) طيب القلب.. سريع الرضا.. اجتماعي غير انطوائي .. والدراسات تقول: (إن المرأة التى تميل نحو اختيار الزوج العبوس والعصبي (أنثى) غاية في الذكاء الفطري فهي تختاره لأنها جادة وتميل نحو الرصانة، بل لأنها تدرك بغريزة الأنثى أنه أقل عنادا ومن السهل قيادته عن النوع الهادئ المرح الذي يعلم تماما متى يغضب ومتى يقدم تنازلات لصالح الزوجة). والقصد من الإشارة إلى فحوى هذه الدراسات ليس هو من أجل أن تختار الفتاة العصبي على المرح الهادئ! لأن ديننا أعطانا مؤشّرات مهمّة للاختيار وهي (حسن الدين مع حسن الخُلق) وترك لنا مساحة للحركة في دائرة هذه المؤشرات.. طريقة التعامل مع الزوج العصبي: إنما القصد من إيراد مثل هذا.. هو معرفة بعض الأسباب والوسائل التي تعين الزوجة التي وقع حظّها ونصيبها مع (زوج عصبي مزاجي) يغضب لأتفه الأسباب، وينقلب مزاجه من لا شيء فمن ذلك) 1- اعرفي ماهي الأشياء والأمور التي تثير عصبية زوجك أو مزاجيّته. تجنبي كل ما يثير عصبيّته.. فإن كان زوجك - مثلاً - ممن ينقلب مزاجه عند تأخر الطعام عليه.. فاجتهدي أن يكون الطعام جاهزاً في حينه. 2- تجنّبي بعض الكلمات عندما يكون (عصبيّاً). لا تقولي له (اهدأ) (الأمر ما يستاهل كذا) (حافظ على صحتك). في هذه اللحظة هو لا يريد أن يسمع توجيهات أو نصائح.. فإمّأ أن تكوني هادئة.. أو تستخدمي بعض العبارات الفضفاضة كأن تقولي له (إن شاء الله يتيغيّر الأمر) (زي ما تحب بيكون).. 3- لا تكثري دائماً من الاعتذار له لسبب أو بدون سبب. لاسيما عندما يكون في لحظة انقلاب مزاجه. 4- قد تستطيعين ضبط انفعالاتك.. لكن هذا لا يكفي. حاولي أيضا أن تضبطي لغة جسدك.. لا تنظري إليه بطريقة (الازدراء) أو تحرّكي شفتيك بطريقة تثير مزاجيّته! 5- صارحيه في لحظات الهدوء. لا تعاتبيه وإنما صارحيه بأنك تقبلينه كما هو.. لكن اطلبي منه أن يبين لك ما هي الأمور التي يكره أو تزيد من عصبيته إن فعلتيها عندما يكون غاضباً. 6- كوني مرحة. بعض المواقف.. يمكن أن تغيّري جوّها من المزاجيّة بطريقة مرحة ظريفة. 7- تذكّري أن في حياتك مسؤوليات.. تحتّم عليك أن تتأقلمي مع مزاجيّة زوجك بطريقة إيجابيّة. 8- التفتي إلى الصفات الجميلة في زوجك.. فلإن كان زوجك عصبيّاً فقد يكون كريماً.. وهكذا.. ابحثي دائماً عن الأشياء الجميلة في صفات زوجك ولا تركّزي التفكير في هذه السلبيّة. 9- اجتهدي في تثقيف زوجك بطريقة غير مباشرة. هناك دورات تأهيلية أسرية تثقيفيّة مكتوبة ومسموعة ومرئيّة.. حاولي أن تكون في بيتك مكتبة تحوي شيئا من ذلك. 10- احتسبي.. أنك تتقربين إلى الله بحسن مداراته وتبعّله. زوجك يا أخيّة.. مهما كانت عصبيّته فلن يبلغ أن يكون (فرعوناً)! ومع ذلك تأمّلي كيف كانت (آسية) امرأة فرعون تخاطب طاغوت الأرض (قرة عين لي ولك). بعبارة لطيفة رقيقة.. تذكّري أن زوجك ليس (فرعوناً).. اللهم أصلح بيوتنا وأصلح لنا في ذرياتنا وارزقنا الحياة الطيبة.