تعيش أزيد من 230 عائلة قاطنة ببيوت قصديرية بحي بوفريزي ببلدية واد قريش معاناة بكل ما تحمله الكلمة من معاني جراء الأوضاع الكارثية التي تتخبط فيها، ناهيك عن خطر الموت الذي يحدق بهم جراء تهديدات حدوث انزلاق للتربة وانهيار تلك السكنات الهشة المشيدة من الباربان والصفيح والواقعة على حافة الجبل، مما ساهم في تردي الوضع أكثر وزرع الرعب والهلع أوساط تلك العائلات لاسيما في هذه الأيام التي أتت على العديد من البيوت بسبب انجراف التربة وسيول الأمطار. وما زاد الطين بلة هو واقعة انهيار أجزاء معتبرة من الجدران والأسقف للسكنات المحاذية، الأمر الذي زاد من مخاوفهم من الموت تحت الردم لاسيما بعد سماعهم عن حادثة انهيار السكنات الهشة ببولوغين وباقي مناطق العاصمة والوطن بفعل انزلاق التربة. ووسط هذه الوضعية الخطيرة طالبت تلك العائلات بضرورة تطبيق وعود الوالي التي تلقوها بترحليهم، وتحمل السلطات المحلية مسؤوليتها اتجاههم قبل فوات الأوان، التي قالوا إنها تتلاعب بأرواحهم خاصة أن حياتهم بهذه السكنات التي تصل إلى 20 سنة باتت مهددة وسط الصمت المطبق من قبل المسؤولين الذين لا يعيرون مخاوفهم ومعاناتهم أدنى اهتمام كما لو كان الأمر لا يعنيهم على حد تعبيرهم. وفي هذا الصدد أعرب هؤلاء القاطنون عن امتعاضهم واستيائهم الشديدين من سياسة اللامبالاة والتهميش المنتهجة اتجاههم من طرف السلطات المحلية، وقد أكد لنا هؤلاء أن حيهم يتواجد في حالة كارثية بسبب انعدام الإنارة واهتراء الطرقات وخطر انزلاق التربة، وأضافوا أنهم وجهوا العديد من الشكاوي لرئيس بلدية واد قريش لوضع حد لمعيشتهم المزرية من جهة وخطر الموت المتربص بهم من جهة أخرى، إلا أن مراسلاتهم بقيت حبيسة الأدراج دون أن تتلقى أي رد إيجابي على أرض الواقع بل قوبلت كل ندءاتنا بوعود كاذبة لم يتحقق ولو جزء منها حسبهم رغم أن هذه الأخيرة على علم بما يواجهونه من أخطار ومشاكل داخل هذه البنايات المهترئة، التي باتت لا تصلح للسكن على الإطلاق كونها آيلة للسقوط في أي لحظة خصوصا بعد التقلبات الجوية الأخيرة التي أصبحت تنبئ بكارثة إنسانية يذهب فيها أناس أبرياء لاذنب لهم إلا أنهم فقراء حرموا من حقهم الشرعي في السكن. وقد أكد لنا هؤلاء المواطنون أن سياسة التجاهل والتهميش نتج عنها تعرض العديد من البيوت القصديرية إلى انهيارات جزئية جعلت المواطنين في مأزق حقيقي خلال هذه الأيام الممطرة، حيث قضت بعض العائلات ليال بيضاء تترقب انهيار سكناتها عن آخرها نتيجة اهترائها وقدمها، فضلا عن تواجدها على حافة منحدر الجبل. وأضاف محدثونا أن والي العاصمة وحسب ما أكده هؤلاء فخلال زيارة قادته إلى البلدية كان قد وعدهم بترحيلهم قبل الانتخابات إلى سكنات لائقة، تحميهم من الخطر المتربص بهم إلا أنها مجرد وعود انتهجته السلطات لامتصاص غضب تلك العائلات شبه المنكوبة لتبقى تنتظر الفرج والاستفادة من سكنات لائقة تحفظ كرامتهم من الذل والهوان والهلع الذي يلازمهم خصوصا بعد حلول فصل الشتاء الذي لا تفصلنا عنه إلا بضع أيام. وأمام هذه الأوضاع الكارثية والمعيشية الصعبة والقاسية جددت تلك العائلات مطالبها للسلطات المحلية والوصية على رأسها القاضي الأول في البلاد بالتفاتة لرفع الغبن عنهم وإخراجهم من بؤرة الفقر والعزلة والتهميش بإدرجهم ضمن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي.