عن عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مَثَلَ الَّذِي يَعْمَلُ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ يَعْمَلُ الْحَسَنَاتِ: كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ عَلَيْهِ دِرْعٌ ضَيِّقَةٌ قَدْ خَنَقَتْهُ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً أُخْرَى فَانْفَكَّتْ حَلْقَةٌ أُخْرَى حَتَّى يَخْرُجَ إِلَى الأَرْضِ)[أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني] في الحديث الحث على المبادرة إلى التوبة إذا ارتكبت خطيئة، وعمل الصالحات بعدها لأن الحسنات يذهبن السيئات؛ كما قال تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)[سورة هود: 114]. فالذي عمل سيئة ثم أتبعها بحسنة كأنه خرج من ضيق شديد إلى فضاء واسع بالحسنات، وهذه هداية الله تعالى لعباده وهو القائل: (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) [سورة الأنعام: 125]. وهذا من حسن الحسنة وبركتها من الله تعالى القائل في محكم تنزيله: (وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) [سورة الشورى: 23]. فمن يعمل السيئات يضيق صدر العامل ورزقه، ويحيره في أمره فلا يتيسر له في أموره، ويبغضه عند الناس، فإذا عمل الحسنات تزيل حسناته سيئاته، فإذا زالت انشرح صدره، وتوسع رزقه، وسهل أمره، وأحبه الخلق. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر الغفاري رضي الله عنه فقال له: (اتَّقِ الله حيثما كنتَ، وأتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا. وخالِقِ الناسَ بخلُق حسن) [رواه الترمذي] ناصرالدين خالف إمام خطيب مسجد عرفات بن عكنون الجزائر