عبَّر سكان غزّة عن شكرهم العلني لإيران على مساعدتها خلال العدوان الذي شنَّته إسرائيل ضد القطاع هذا الشهر وأدَّى إلى استشهاد 173 فلسطيني. إذ كتب على لوحات كبيرة في ثلاثة تقاطعات طرق رئيسية في قطاع غزّة (شكرًا إيران)، وهي المرّة الأولى التي يتمّ فيها إعلان دور إيران في تسليح فصائل المقاومة في القطاع. وكتبت الرسالة باللّغات العربية، الإنجليزية، العبرية والفارسية. وصوّرت الملصقات أيضًا صواريخ فجر 5 الإيرانية التي استخدمت للمرّة الأولى في استهداف أكبر مركزين بهما تجمّع سكاني في الكيان الصهيوني. ولم تحمل اللّوحات توقيع أحد، لكن خضر حبيب المسؤول الكبير في حركة الجهاد الإسلامي قال إنه من الطبيعي إظهار الامتنان لدور إيران في الصراع، وقال ل (رويترز) إن الصواريخ الإيرانية ضربت قلب الكيان الصهيوني، وإنها وصلت إلى القدس، وبالتالي فإن واجبهم هو توجيه الشكر للذين ساعدوا الشعب الفلسطيني، وأضاف: (توجد علاقاتٌ متميّزة وجيّدة مع إيران، وإن مثل هذه العلاقة ستستمرّ مادامت إيران تدعّم الشعب الفلسطيني وتؤيّد المقاومة). وشنّت إسرائيل عدوانًا جويًا يوم 14 نوفمبر تواصل ل 8 أيّام واستشهد خلاله 173 فلسطيني جلّهم من المدنيين والأطفال، قبل التوصّل إلى هدنة يوم الأربعاء الماضي. وقال مسؤولون إسرائيليون إن إيران زوّدت غزّة بالأسلحة، لكن (حماس) وطهران تتجنّبان الخوض في هذا الموضوع وتؤكّدان فقط الدّعم المالي والعلاقات السياسية الجيّدة. وأثناء القتال الذي استمرّ ثمانية أيّام قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن إيران (شرّفها أن تقدّم لغزّة مساعدات عسكرية). وبعد وقف إطلاق النّار وجّه خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل (حماس) الشكر لإيران على ما قدَّمته من أسلحة وأموال. وقال المحلّل الإسرائيلي مئير جاودانفر وهو خبير في الشؤون الإيرانية بالمركز المتعدّد التخصّصات (أي. دي. سي) في هرتزليا: (الآن وبعد أن أقرّ مثل هؤلاء المسؤولين الكبار علانية بأنهم قدّموا أسلحة لجماعات في غزّة فإن مهمّة عزل إيران ستكون أسهل من ذي قبل).