لازالت السيدة حدة تعيش منذ 12 سنة كاملة في مرآب منحه لها أحد الأقارب في حي سوبيماف ببراقي رفقة عائلتها وذلك بعدما قام زوجها بطردها إلى الشارع بعدما أعاد الزواج من أخرى ضاربا عاطفة الأبوة عرض الحائط، حيث يعاني هؤلاء الأبناء الأمرّين من جراء الجوع والحاجة، وأكثر من يواجه المعاناة في هذه الأسرة الطفلان رفيق وعادل منذ استقرارهما في هذا المرآب المظلم، حيث أصيبا بمرض الحساسية نظرا لارتفاع درجة الرطوبة. ويزداد الوضع صعوبة عند سقوط الأمطار حيث تتسرب مياهها إلى المرآب من كل ناحية. ولم يكن أمام هذه السيدة من حل لمشاكلها ومعاناتها غير رفع عدة شكاوي للمحكمة تطالب فيها زوجها بنفقة لأبنائها وتغطية بعض التكاليف من بينها علاج طفليها، وحسب هذه الأخيرة أنه منذ طلاقها لم تتمكن من أخذ سنتيم واحد من حق النفقة لكن رغم ذلك لم تتخذ الإجراءات الردعية ضد طليقها وترجعها السيدة إلى كثرة معارفه، أضف إلى ذلك أنها ذهبت مرارا وتكرارا رفقة أبنائها إلى منزله تترجاه لاستيفاء حقوقها إلا أنها قوبلت بالطرد والشتم. تحدثت إلينا ولم تستطع ضبط أعصابها وأجهشت بالبكاء وأبناؤها ينظرون إليها وملامحهم تبوح بالحزن والأسى. مسحت دموعها وواصلت سرد معاناتها مع زوجها الذي عاشت معه ظروفا قاسية خاصة بعد تنصله النهائي من تحمل مسؤوليته تجاه أولاده، وتقول (حدة) إنها اتصلت بالسلطات المحلية لتشكو وضعيتها المؤسفة بإيجاد حل والوقوف على وضعيتها التي لا تصلح حتى (للحيوانات) ومعاينة المكان لحفظ كرامتها مثل باقي المواطنين الجزائريين والحصول على مسكن غير أن الوعود كانت مجرد حبر على ورق وكل الأبواب أوصدت في وجه هذه المواطنة. (أخبار اليوم) انتقلت إلى بلدية براقي وتحديدا إلى حي سوبيماف حيث تقيم هذه العائلة، وبمجرد دخولنا إلى هذا المأوى وجدناه عبارة عن بركة من المياه وكل الأفرشة واللوازم مركونة فوق السرير وهذا لتجنب تبللها، هنا وقفنا على حجم المعاناة التي يتخبط فيها أفراد هذه العائلة وحالتهم بمثابة موت بطيء فلا ماء ولا كهرباء ولا حتى مجرى لصرف المياه القذرة. هو بالفعل وضع مزر وشاذ ما يضطر هؤلاء إلى الاستنجاد بمراحيض الجيران وأحيانا المراحيض العمومية، أما شروط النظافة فهي منعدمة تماما جراء طبيعة المكان ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وتدهور حالتهم النفسية نتيجة هذا الوضع. وأمام هذه الوضعية التي تعيشها عائلة حداد ورفض البلدية تقديم أي نوع من أنواع المساعدة الاجتماعية، تتساءل هذه السيدة كيف تستطيع العيش في هذه الوضعية المزرية؟ وللإشارة فإن بالمكان حشرات ضارة وعبر هذه الصفحة ترفع هذه السيدة نداءها إلى السلطات المحلية والعليا في البلاد للنظر في وضعيتها المأساوية والعمل على حلها، آملة أن تلقى آذانا صاغية هذه المرة لأن وضعيتها وأطفالها زادت سوءا مع مرور السنين ومازاد الأمر تعقيدا هو إصابة أبنائها بتعقيدات صحية ونفسية.