نشر الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، مضمون محاضرته (القبيلة والإسلام) التي مُنع من إلقائها بمدينة (محايل عسير) من خلال تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر). وتناولت التغريدات المنشورة عبر هاشتاق (إلغاءمحاضرة العودة)، الحديث حول القبيلة والتعصب وإهمال (البدون) أي الخليجيون المحرومون من جنسية بلدانهم، والبدو والحضر والعلاقة بينهم، وسط تفاعل كبير من متابعي الصفحة. وقال العودة: إنَّ الفضل بالتقوى لا بالنسب (إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم). وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله قد أذهب عنكم عصبية الجاهلية وفخرها بآبائها، والناس رجلان، برّ تقي وفاجر شقي، والناس بنو آدم وآدم من تراب). وعن مميزات النظام القبلي المنضبط بمفهوم الأخلاق الإسلامية أضاف: (استفاد الرسول عليه السلام من النظام القبلي بالحماية والجوار وبالدفاع في المدينة وبتنظيم الجيش ومعرفة بلاء كل قبيلة)، وأنَّ الخلفاء كانوا يدفعون بأبنائهم إلى البادية لاكتساب الشجاعة والفروسية ولتشتد سواعدُهم وتقوى عزائمهم ويتحملوا المشاق. واعتبر د. العودة، خلال تغريداته، أنَّ معنى (التعصب نصرة القبيلة بالحق والباطل، وهو ما حذّر منه الرسول عليه السلام)، مشيرًا إلى أنَّ (من التعصب.. الطعن في أنساب الناس والتشكيك فيها). ودعا إلى ضرورة السعي لإصلاح النزاعات القبلية قائلاً: (بين أفراد القبيلة الواحدة نزاعات ضخمة وكثيرًا ما تكون عصية على الحل، وعلى المصلحين السعي في الإصلاح بلا ملل). وبين د. العودة أنَّ مسابقات مزاين الإبل تتحوَّل كثيرًا إلى مفاخرة ومباهاة وإسراف، كما أنَّ القبائل ورَّثت تحقير العمل والمهنة، وهو ما جاء الإسلام لنفيه وإبطاله، كما كرَّس الإسلام قيمة العمل اليدوي والبدني. وشدَّد كذلك على ضرورة محاربة رواسب الجاهلية القبلية خاصة المتعلقة بالمرأة موضحًا: (عند بعض القبائل عادات جاهلية يجب أن نحاربها.. كبخس المرأة مكانتها وتحقيرها، وعدم النطق باسمها، وحرمانها من الميراث). وأشار إلى أبرز أسباب انتشار القبلية، معتبرًا أنّ (الفراغ السياسي أو الاسترخاء أو غياب القانون يعمِّق الانتماء القبلي أو العائلي). ورأى أنَّ من صفات القبلية المبالغة في توصيف العادات الاجتماعية والتبشير بها وكأنها تحمل أبعادًا قيمية على غير الواقع قائلاً: (حين نتحدث عن عاداتنا يجب أن لا نبالغ في فلسفتها والتبشير بها وكأنها تحمل أبعادًا قيمية.. وهي عادات ليس غير). وقال: (التعصب مذموم كله.. المناطقي والطائفي والمذهبي والفكري والقبلي)، معتبرًا أنَّه المسئول عن (مخاطر التمزق والاحتراب بين القبائل بسبب إثارة النعرات). وتساءل: (كيف يمكن أن يتحول الناس من الانتماء العشائري إلى المواطنة المكانية؟ كيف تحلّ العلاقة التعاقدية محل العلاقة الاجتماعية؟ مضيفًا: (نستطيع (مأسسة) القبيلة كرابط اجتماعي واقتصادي وليس كانتماء سياسي). ووسط حضور وتفاعل في موقع تويتر في وسم (إلغاء محاضرة العودة) طالب الكاتب جميل فارسي وعددٌ من المغرّدين بإلقاء المحاضرة عبر اليوتيوب).. وقال الدكتور خالد الظاهري لو يعلم المخلصون لوطننا الحبيب مدى الحاجة لمناقشة هذا الموضوع لتنادوا للمزيد من هذا الطرح وبفعاليات منوعة وليس ممنوعة. ورأى أ.د. عبدالعزيز العمري أنَّ: إلغاء محاضرة الشيخ سلمان العودة هو دعاية وانتشار يقدّمها المانع للممنوع فالعصر قد تغيّر والبعض مازال في عصر مضى. وكتب ماجد المطيري: لم أعلم أنَّ هناك محاضرة إلا عند إلغائها.. أحيانًا تودّ أن تقلل من قدر شخص ونفوذه لكن بسياستك العقيمة تكون سببًا في انتشاره. وتساءل الكاتب مهنا الحبيل: لا أعرف لماذا يستمر المسئول ببعث رسائل سلبية بإلغاء محاضرة الشيخ سلمان فهذه رسالة للعالم بأنك لا تتقبل خطاب المعتدلين وعليه فمن هو البديل؟ الدكتور محمد الحضيف قال ساخرًا: لابتوب بكمرة وسماعات.. وإنترنت، وشيء لا يعرفه المخبر اسمه (سكايب)= محاضر يراه ويستمع إليه مئات الألوف. وغردت كاميليا أحمد: شيء مؤسف جدًا وَقد كان عنوانُها مشوقاً (الإسلام والقبيلة) ولكن الخيرة فيمَا اختَاره اللّه. وكان الشيخ العودة، قد أعلن إلغاء محاضرة له بمدينة (محايل عسير) جنوب السعودية، دون سبب أو معرفة مصدر المنع، مشيرًا إلى أنه سينشر تغريدات حول مضمون المحاضرة، على صفحته ب(تويتر)، ووجه تحيته لأهل (محايل عسير) قائلاً: تحيتي ومحبتي لأهلي في (محايل عسير)، ولئن منعوا محاضرتي فلن يمنعوا حبي ودعائي لكم.