استفحلت ظاهرة الانهيارات الجماعية للعمارات المتواجدة على مستوى المدن الكبرى التي يعود تاريخ تشييدها إلى الفترة الاستعمارية خاصة تلك التي لم تمسها أي عملية ترميم منذ إنشائها، وإن كانت فهي خفيفة مما جعلها مشكلة لا يزال يطرح الكثير من التساؤلات حول مصير هؤلاء مع التقلبات الجوية الأخيرة؟. وقد رصدنا مدى خوف واستياء هؤلاء القاطنين من الحالة التي يعيشونها، حيث أبدت العديد من العائلات القاطنة بعمارة (أحمد بودار) بباب الواد استياءها وتذمرها من الوضعية المزرية التي يعيشون فيها في ظل خطر الموت الذي بات يحدق بهم في بناياتهم المهددة بالسقوط والمصنفة في الخانة الحمراء. في هذا الشأن أعربت العائلات المقيمة بالعمارة عن تأسفها وحسرتها من تماطل السلطات المحلية في إعادة ترحيلها لسكنات لائقة خاصة مع الخطر الذي بات يلاحقهم والذي حول حياتهم لجحيم حقيقي، حيث أكدت هذه الأخيرة في شكواها للمسؤولين أنهم أضحوا يعيشون في شقق متهدمة الأسقف والجدران وهم ينتظرون الموت في كل لحظة خاصة مع الحالة التي آلت إليها هذه الأخيرة التي أصبحت تنعدم لأساس يحميها ولجدران تحميهم وتحفظهم، حيث أفاد القاطنون بالعمارة أن هذه الأخيرة تشهد يوميا تساقطا للعديد من الأجزاء وهياكلها الأساسية، بالإضافة إلى الوضعية المزرية التي آلة إليها الأرضية التي تعرف سقوط العديد من أجزائها. في نفس السياق أفاد السكان أنهم اضطروا إلى وضع مجموعة من الكارتون على أرضيات الغرف لتستر ومعرفة المناطق المنهارة لحماية أطفالهم، في حين أن البناية باتت تشهد خطورة أخرى والتي حوّلت الإقامة بداخلها لهاجس حقيقي للقاطنين وهي الكوابل الكهربائية التي أضحت وضعيتها تنذر بخطر حتمي والذي يرجعه السكان للطريق المتواجدة والمرتبطة بهذه الكوابل الكهربائية على مستوى العمارة التي وصفها هؤلاء بالعشوائية، أدت في العديد من المرات لوقوع شرارات كهربائية التي كادت أن تهلك العائلات خاصة منهم الأطفال. وفي سياق ذي صلة أبدت العائلات القاطنة بالبناية امتعاضها من المشاكل التي سببتها الحالة المزرية لهذه الأخيرة والتي حوّلت البناية لمكان لتكاثر وانتشار الحيوانات كالجرذان التي وجدت مأواها بين هذه الأسر من خلال الحفر المنتشرة، ناهيك عن الأوساخ والمياه القذرة التي يعاني منها السكان بشكل كبير، وعليه يناشد سكان العمارة التدخل العاجل للوالي المنتدب لإعادة ترحيلهم وانتشالهم من خطر الموت ردما بعد عجز السلطات المحلية. وأوضح السكان أن أقبية عمارتهم تحوّلت إلى مستنقعات بعد أن غمرتها مياه الصرف الصحي مما أدى إلى انتشار فظيع للحشرات كالناموس والذباب، ناهيك عن ظهور حشرات أخرى تسببت لدغاتها في أمراض الحساسية، مما جعلهم يتخوفون من خطر إصابة أبنائهم بالأمراض الفيروسية والجرثومية كالكبد الفيروسي، في حين أكد مواطن من الحي أن فكرة اقتناء قارورة مبيد الحشرات قد أصبح شغلهم الشاغل فلا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال رغم ما تطرحه هذه الأخيرة من تأثيرات سلبية على صحتهم، أما عن الروائح الكريهة فحدث ولا حرج، هذا وأضاف مواطن في حديثه أنهم يقومون بمفردهم بعملية التنظيف والتطهير رغم افتقادهم الخبرة والوسائل المطهرة، فضلا عن مخاطرتهم بالإصابة بفيروسات جرثومية خطيرة، إلا أن الأوضاع تعود إلى حالتها الأولى بسبب العطب الذي مس قنوات الصرف الصحي التي تصب مباشرة في الأقبية، كما أكدوا أنهم يعانون صيفا وشتاء، فعند تساقط الأمطار تتحول أسطح العمارات إلى أحواض مائية مما يؤثر سلبا على سلامة جدران المنازل ليبقى المواطن يناشد الجهات المعنية التدخل في كل مرة لكن دون جدوى، وهو نفس الحال الذي عاشه السكان بهذه البناية خلال هذا الأسبوع نتيجة الأمطار الرعدية التي كانت مصحوبة بموجة البرد.