* التلاميذ في مواجهة الاكتظاظ وتأخر المنحة المدرسية التحق صبيحة أمس ما يناهز الثمانية ملايين تلميذ بمختلف الأطوار الدراسية الثلاث عبر القطر الوطني في ظروف استثنائية ميزت الدخول الاجتماعي هذا والذي تزامن والعديد من الأحداث والمواعيد التي جعلت من الأولياء يعيشون شبحا حقيقيا بالنظر إلى التكاليف التي أرهقت كاهلهم خاصة وان المناسبة تزامنت مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك المعروف عنهما بارتفاع المصاريف والتكاليف ناهيك عن مخاوف أخرى قد تدفع بالتلاميذ الانتظار مطولا وصول الكتب والمنحة المدرسية بسبب التهديد بالإضراب من طرف موظفي المصالح الاقتصادية. وجد الأولياء من جديد أنفسهم مجبرين على صرف المزيد الأموال أو حتى الاستدانة من طرف الأهل والأحباب بغرض إتمام فرحة أبنائهم الذين التحقوا صبيحة أمس بمختلف الأطوار المدرسية عبر الوطن خاصة منهم من التحقوا لأول مرة في حياتهم والمقدر عددهم ب 68 ألف و788 تلميذ جديد بالطور الابتدائي، أملا منهم النجاح والتوفيق لأبنائهم في مشوارهم الدراسي ،فبعد التخوف وهاجس الاكتظاظ بالأقسام الذي كان يخيم على عقول الأولياء قبل الدخول المدرسي وما يصاحبه من مشاكل تعود بالسلب على التحصيل الدراسي لهؤلاء، امتدت المخاوف لتشمل عجز البعض من توفير كامل مستلزمات الدراسة من محافظ، أدوات مدرسية التي عرفت ارتفاعا جنونيا هذه السنة،ملابس ومآزر كلها مصاريف تضاف إلى تلك التي صرفت بعيد الفطر وشهر رمضان الكريم الذي لم يمر على انتهاءه سوى أيام معدودات هو الواقع الذي جعل من الأولياء يقفون في موقف حيرة من أمرهم في الوقت الذي هرع باكرا البعض الآخر إلى اقتناء المستلزمات كرها خاصة المآزر خوفا من تجدد الأزمة مثلما حل العام الماضي بعد صدور قرار توحيد لون المآزر من طرف الوزارة الوصية. دخول اجتماعي مثقل الدخول الاجتماعي لهذا الموسم الذي صادف والعديد من الأحداث جعلت منه حديث الشارع بالنظر إلى المناسبات المرافقة له والتي أثقلت كاهل أباب العائلات نتيجة المصاريف المضاعفة التي تطلبها شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك حتى أن دخول التلاميذ إلى مقاعد الدراسة زاد من قلق الأولياء بالرغم من التطمينات التي صدرت بشأنه من طرف الجهات القائمة على القطاع إلا انه شهد العديد من الإجراءات الجديدة التي قد تزعزع مشوار العاملين بالقطاع خاصة منهم الأساتذة الذين وجدوا أنفسهم هذه السنة مراقبين بدل أن يفرضوا هم رقابتهم على التلاميذ نتيجة الإجراءات الردعية التي صدرت في حق المعلم الذي قوبلت طلبات الزيادة في أجوره بعقوبات قد تصل إلى غاية الفصل عن العمل في حالة الغيابات المتكررة إلى جانب جملة من الضوابط الأخرى ترى فيها الوزارة القاعدة السليمة لفرض الانضباط بالمؤسسات التعليمة لفائدة الأستاذ الذي يرى فيها وبالمقابل أنها إجراءات استفزازية لا غير قد تدفع بهم التفكير مجددا في الاحتجاجات والإضرابات لاسترجاع كرامتهم –على حد تعبيرهم ، ناهيك عن احتجاجات الأساتذة المتعاقدين الذين لم يتم إدماجهم والمساعدين التربويين الذين ضربوا الأسبوع الأول من الدخول المدرسي ثم تعليقه إلى ما بعد للاحتجاج ولفت انتباه السلطات المعنية من اجل النظر في مطالبهم ،هذا كما ينتظر مع بداية هذا الدخول الاجتماعي أن تحضر العديد من النقابات منها الخاصة بالإدارة العمومية للدخول في إضرابات للمطالبة بحقوقهم العالقة وبهذا يكون الدخول الاجتماعي لهذا الموسم مثقل بالعديد من المشاكل التي لا يمكن أن تحل إلا بالحوار كأداة ووسيلة لإحداث التوازنات . ارتفاع تكاليف الأدوات المدرسية من جهة أخرى شهدت أسعار المواد الدراسية ارتفاعا معتبرا يعود أساسا حسب البائعين بالجملة الى تراجع العرض في صناعة الورق بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008-2009. حيث ارتفعت أسعار الكراريس بمختلف أحجامها بنسبة 15 إلى 25 بالمائة في مختلف نقاط البيع بالمقارنة مع الدخول المدرسي السابق. وخلال هذه الفترة التي واجهت خلالها الأسر مصاريف مزدوجة تحسب للعيد الدخول المدرسي فان العائلات المعوزة تنتظر بفارغ الصبر المنحة الدراسية الخاصة التي أقرها رئيس الجمهورية والتي تقدر ب 3000 دينار لكل تلميذ بحث ازداد مخاوف تلك الفئة بعد رواج أقاويل عن إمكانية تأخيرها أو تأجيلها في حالة الإصرار على الإضراب الذي دعا إليه موظفي المصالح الاقتصادية. هذا وكانت وزارة التربية الوطنية قد أكدت فيما مضى باستفادة حوالي ثلاث مليون تلميذ من هذه المنحة بمناسبة الدخول المدرسي 2010 بحيث يبلغ الظرف المالي المخصص لهذا المجال 900 مليار سنتيم.غير انه وبالنظر إلى التوجهات الحالية للسوق فان هذه المنحة لا يمكن لها تتمكن من تغطية سوى جزء صغير من المصاريف المتعلقة بالأدوات المدرسية ومستلزمات الدخول المدرسي. 8 ملايين تلميذ في مواجهة الاكتظاظ التحق صبيحة أمس أزيد من 8 ملايين تلميذ عبر كامل أرجاء الوطن بمقاعد الدراسة في الأطوار التعليمية الثلاثة ليسجل القطاع بذلك زيادة في تعداد المتمدرسين تقدر ب71ر2 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط. وقد تم إحصاء عددا إجماليا يقدر ب 8.176.700 تلميذ موزعين على الأطوار الثلاثة حيث بلغ عددهم في الطور الإبتدائي 3.848.000 تلميذ و 3.097.000 بالنسبة للطور المتوسط فيما سجل الطور الثانوي 1.231.000 متمدرس. وتشير الأرقام أنها زيادة معتبرة إذا ما تم مقارنتها بالسنوات الماضية وذلك وسط مخاوف الأولياء من تجدد مشاكل الاكتظاظ داخل الأقسام وما ينجر عن ذلك من سلبيات وعوائق تحد من الاكتساب العلمي للتلميذ خاصة وان الموسم الماضي عرف انتقال نسبة معتبرة من تلاميذ المرحلة النهائية في الطورين الابتدائي والمتوسط مما يؤكد فرضية تصاعد حدة المشكل خاصة انه انتقل إلى مرحلة التعليم المتوسط 44 ألف تلميذ جديد، يضافون إلى 03 ملايين، ويصل عدد التلاميذ المسجلين بالتعليم الثانوي ما يزيد عن المليون تلميذ، بزيادة تقدر ب66 ألف تلميذ جديد. يحدث هذا أمام محدودية عدد المؤسسات التربوية التي لم تنتعش بشكل كبير من اجل امتصاص نسبة التلاميذ الجدد الملتحقين بمختلف الأطوار المدرسية ناهيك عن القرار الأخير للوزارة الوصية التي فرضت على الأولياء ضرورة تسجيل كافة الأبناء الذين يصل سنهم إلى 5 سنوات في الأقسام التحضيرية التي سجل بها التحاق 470 ألف تلميذ بزيادة 42 ألف مقارنة بالسنة الماضية ،وبلغة الأرقام نشير انه تم تحضير وتجهيز 1003 حجرة جديدة تم انجازها في الطور الابتدائي داخل مدارس قديمة،196 اكمالية جديدة و123 ثانوية جديدة على المستوى الوطني . الطرقات تزدحم بعد صيام لأكثر من شهرين عادت حركة المرور أمس إلى النشاط مجددا عبر مختلف طرقات الوطن ،بعد راحة دامت لأكثر من شهرين ،فقد دبت الحركة في كل مكان من البيت إلى الشارع فإلى الطرقات التي قطعت السكون عنها طيلة العطلة الصيفية وشهر رمضان الكريم اللذان جعلا من طرقاتنا تتنفس لتحل محلها السكون والهدوء على أمل أن تسترجع حركتها من جديد هذه الأيام المصادفة للدخول التلاميذ والمعلمين وكافة العاملين بقطاع التربية بحيث عاشت كبريات مدن الجزائر وعلى رأسها العاصمة من غربها إلى شرقها ومن شمالها إلى جنوبها حركة دءوبة للسيارات بعدما قرر اغلب الأولياء مرافقة أبنائهم خاصة منهم الذين التحقوا بمقاعد الدراسة لأول مرة لمواساتهم وللتعبير عن فرحتهم بهم مما جعل المواطنون يتخوفون من عودة شبح الازدحام إلى الطرقات التي ستعرف اكتظاظا رهيبا خلال الأسابيع المقبلة بعد دخول كافة العمال إلى مناصب عملهم وبالتالي عودة الجامعيين الى مقاعد الدراسة وما يقابلها من الاستعمال الكبير للحافلات الخاصة بهم.