بعد أن اكتسحوا البيوت العربية ممثلون أتراك في الدراما المصرية بعدما اكتسحت الدراما التركية الشاشات في الوطن العربي، وبعدما فشل صانعو الدراما المصرية في ابتكار معادلة توازيها على مستوى النجاح الجماهيري والانتشار، ابتكر هؤلاء طريقة استنساخ جديدة تقوم على الاستعانة بنجوم أتراك للمشاركة في بطولة مسلسلات مصرية على أمل تحقيق النجاح المنشود، من بينها: (تحت الأرض) و(قلب أم). اختار أحمد جبر، مخرج مسلسل (تحت الأرض) (مقرر عرضه في شهر رمضان المقبل)، النجمة التركية سنجول أندون (نور شريكة مهند في النجاح) لبطولته إلى جانب أمير كرارة. وقد وافقت على السيناريو بعدما أرسلته إليها المنتجة دينا كريم، وتستعد لبدء التصوير على أن تحفظ الدور باللغة العربية. يذكر أن الدور كتب في الأساس لممثلة لبنانية، إلا أن المخرج عدّل السيناريو لتكون جذور البطلة تركية. توضح دينا كريم أن السبب الأساسي وراء الاستعانة بنجمة تركية هو الأجور القليلة التي يطلبها الأتراك، في حين يغالي نجوم عرب في أجورهم بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى أن الأتراك يهتمون بالتفاصيل ويعملون باجتهاد. تضيف كريم أن الممثلين العرب لا يراعون الأزمة المالية التي تمرّ بها الدراما المصرية فيما يراعي الأتراك ذلك، (وهذا الأمر بالذات دفعنا إلى الاستعانة بنجمة في حجم نور لمشاركة أمير كرارة بطولة المسلسل). أتراك في "قلب أم" اتفقت سميرة أحمد مع المنتج صفوت غطاس على اختيار ثلاثة من النجوم الأتراك الشباب لمشاركتها بطولة مسلسلها الجديد (قلب أم) وأداء أداور أبنائها، وبالفعل اتصلا بإحدى شركات الإنتاج التركية على أن يرسلا إليها السيناريو لاختيار ثلاثة ممثلين يصلحون للأدوار الثلاثة، ولاحقاً سيتم الاتفاق على الشكل الذي سيظهرون به: إما يتكلمون التركية وتعرض ترجمة على الشاشة، أو تتم دبلجة أصواتهم أو يحفظون السيناريو باللغة العربية. يصف صفوت غطاس هذه الظاهرة بأنها طريقة جديدة في التعامل مع متغيرات الدراما المصرية، يقول: (أثبتت الدراما التركية قدرتها على جذب قلوب المشاهدين العرب من خلال أعمال فنية ناجحة ومتميزة، فلماذا لا نستفيد من نجاحها وشهرتها في أعمالنا الفنية؟). يضيف: (لا علاقة للأمر برغبتنا في تسويق المسلسل، فحضور سميرة أحمد وباقي الأبطال يكفي لتسويق العمل، لكن للأمر علاقة بالبحث عن دم جديد يظهر على الشاشة ويضيف إلى العمل الفني). بدورها توضح سميرة أحمد أن الدراما التركية أثبتت قدرتها على التحدي، وتتساءل: (لماذا لا نستفيد منها في تقديم عمل فني مميز؟). وتضيف: (لا تعني استعانتنا بنجوم أتراك عدم وجود كوادر فنية في مصر، فهذه الأخيرة ستظل رائدة في الدراما المصرية). قرر المخرج عصام الشماع من جهته الاستعانة بالنجمة التركية بيرين سات، بطلة المسلسل التركي (فاطمة)، في مسلسل يتمحور حول قصة حب بين شاب وفتاة تدور أحداثها على متن مركب نيلي، وكان عصام الشماع فكّر في تحويلها إلى فيلم سينمائي، لكنه تراجع مفضلا أن يقدمها في مسلسل تلفزيوني. لهذه الغاية اتصل الشماع بإحدى شركات الإنتاج التركية للتوصل إلى اتفاق مع النجمة التركية الشهيرة، على أن تتم دبلجة صوتها بصوت ممثلة أخرى في حال موافقتها. استنساخ رخيص يقف صانعو دراما كثر في مصر ضد هذه الظاهرة ويعتبرونها استنساخاً رخيصاً بدل السعي إلى تقديم أعمال توازي الدراما التركية، فيما يصفها البعض الآخر بأنها محاولة لترويج المسلسلات، في ظل الكساد الذي يمر به سوق الدراما التلفزيونية، لذا يفضل البعض تسويق مسلسلاته بأسماء الأتراك، بدل العمل بجهد لتقديم أعمال متميزة تجعل العالم يستعين بالدراما المصرية وليس العكس. بدأت محاولات استنساخ الدراما التركية مع تقديم صانعي الدراما المصرية مسلسلات متعددة الأجزاء على غرار (زي الورد) بطولة يوسف الشريف ودرة ومجموعة من الممثلين ولم يحقق نجاحاً يذكر، ثم استنسخت الصورة السينمائية ونوعية المواضيع، إلا أن هذه التجربة لم تلقَ أي نجاح أيضاً، ما دفع صانعي الدراما إلى الاستعانة بأبطال المسلسلات التركية لتنشيط الدراما في مصر. === 73 دولة حاضرة.. 151 فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ه. فايزة بمشاركة 151 فيلم (روائي وطويل وكرتون) من 73 دولة، بينها 16 فيلماً مصرياً، افتتحت الدورة الثانية من (مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية) التي أهديت إلى الفنان التونسي الراحل الطاهر شريعة والمخرج المصري الراحل عاطف الطيب، وحلت مالي ضيف شرف المهرجان. اتسمت حفلة افتتاح (مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية) بضخامة وأبهة بما يناسب عراقة مدينة الأقصر، ففي صباح الإثنين الماضي، أقلّت مراكب نيلية الفنانين والضيوف إلى معبد الكرنك حيث استقبلتهم فرق الفنون الشعبية ودمى تجسد عظماء القارة السوداء من بينهم: جمال عبد الناصر، أم كلثوم، نجيب محفوظ، نيلسون مانديلا، هيلاسيلاسي، مريم ماكيبا، وطافت الاحتفالية في شوارع الأقصر بمرافقة فرق موسيقية معلنة انطلاق المهرجان وسط فرحة الأهالي. شارك في الاحتفالية فنانون من إفريقيا من بينهم المخرج العالمي الإثيوبي هايلي غريما، ومن مصر: محمود عبد العزيز، خالد صالح، ليلى علوي، يسرا، إلهام شاهين، هالة صدقي، خالد يوسف، ممدوح عبد العليم، فتحي عبد الوهاب، درّة، جيهان فاضل، صبري فواز، محمد العدل، منال سلامة، أبو الليف، ومدير التصوير محسن أحمد. تحديات اعتبرت ليلى علوي أن هذا المهرجان يواجه تحديات صعبة، ووصفت القيمين عليه بأنهم مناضلون وأبطال حقيقيون، في ظل غياب دعم كافٍ من الدولة وعدم اهتمامها به بشكل يليق بالمهرجانات المصرية. عن تجربتها كعضو لجنة تحكيم في المهرجان توضح أن هذه المشاركة تحمّلها عبئاً إضافياً ومسؤولية كبيرة. بدورها، أعربت يسرا عن سعادتها باستقبال أهل الأقصر للمهرجان حيث تمتزج السينما بالحضارة الفرعونية في افتتاح وصفته بالعالمي. وحول تكريمها ضمن فعاليات المهرجان، أوضحت يسرا أنها تعتز بهذا التكريم، وتزداد أهميته بالنسبة إليها لأنه من الأقصر، الشاهد على حضارة مصر وتقدمها وريادتها في المجالات كافة. من جهتها أشارت إلهام شاهين إلى أن (مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية) فرصة جيدة لمساندة الفن في هذا التوقيت بالذات، بعد الضربات التي تلقاها من الإسلاميين، واصفة دور الفنانين بأنه أقرب إلى الجنود في ساحات القتال وعليهم بذل جهد لينتصر الفن على طيور الظلام. مستقبل واعد في المساء أقيم الاحتفال الرسمي للدورة الثانية التي تستمر حتى 24 من الجاري، بحضور فناني القارة و12 سفيراً إفريقياً، تخلله عرض فيلم (ساحرة الحرب) في قاعة قصر ثقافة الأقصر وإعلان أعضاء لجان التحكيم في مسابقات الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأفلام الرسوم المتحركة وأفلام الحريات... في كلمة خلال الحفلة، رحب محافظ الأقصر د. عزت سعد بالحضور وحيّا باسم أبناء المحافظة أهل الأقصر الذين ظلوا يحلمون حوالي عام بعودة المهرجان. أضاف أنه تم رفع مستوى المرافق والخدمات في المناطق الأثرية والسياحية، مؤكداً أهمية إنجاح المهرجان لأنه يوجه رسالة واضحة حول أولوية علاقات مصر بالقارة الإفريقية وأهمية التفاعل الثقافي والفني بينهما، فضلاً عن الدعاية وتنشيط السياحة بين الأقصر ومصر والتشديد على أن المحافظة آمنة تماماً. أوضح سعد أن نجاح الدورة الأولى من المهرجان ينبئ بمستقبل واعد له، قد يؤهله إلى احتلال مكانة على خارطة المهرجانات العالمية، لافتاً إلى أن المهرجان يساهم في إعادة روابط مصر التاريخية مع قارة إفريقيا. شكر سعد وزيري الثقافة الحالي الدكتور صابر عرب والأسبق الدكتور عماد أبو غازي الذي دعم المهرجان في بدايته، بالإضافة إلى رجل الأعمال حسن راتب والفنان خالد صالح لدعمهما المهرجان، فضلاً عن الوزارات والهيئات التي ساهمت في إقامته. على هامش المهرجان قدم محافظ الأقصر والمخرج خالد يوسف ومديرة المهرجان عزة الحسيني جوائز تكريمية لكل من مخرج الرسوم المتحركة مصطفى الحسن (النيجر)، المخرجة شويكار خليفة (مصر) الناقد سمير فريد (مصر)، المخرج سليمان سيسيه (مالي)، وتم تكريم النجمة يسرا.