تساهم في الانحلال الخلقي سيديهات فاضحة تروج بالأسواق والطاولات سمعنا الكثير في الآونة الأخيرة عن الأصوات المنادية بمحاربة الانحلال الخلقي في مجتمعنا الذي خلف العديد من الآفات الأخرى على غرار ظاهرة اختطاف الأطفال واغتصابهم، إلا أننا نجد في المقابل عدة عوامل تشجع على استمراره بدل القضاء عليه وذلك ما يظهر من الآفات المنتشرة هنا وهناك، نذكر منها فتح السوق واسعا لنشر الرذيلة عن طريق ترويج سيديهات إباحية وفاضحة. والغريب في الأمر أنها تعرض بالطاولات والأرصفة، وهي على تلك الأغلفة التي تخدش الحياء من أجل جذب هواة المتعة لشرائها والمساس في وقت واحد بشرف وحرمة العابرين، والغريب في الأمر أن البعض جعلها كحرفة لجلب لقمة العيش وتحقيق بعض العائدات. بحيث لطالما قابلتنا تلك السيديهات عبر المحلات والطاولات وهي تعرض الفحش والرذيلة وتنشرهما عبر مختلف الشرائح الاجتماعية من دون رقابة أو محاسبة، خاصة وأن الظاهرة تشجع على الانحرافات السلوكية والإباحية بين الشبان والمراهقين، وعلى الرغم من مناهضة الكل لتلك الآفات المخالفة للشرع والقانون إلا أننا نجدها متفشية ومستمرة على مستوى الأسواق والطاولات من دون منع أو رفض لتلك الظواهر المشينة التي زادت من فجوة الانحلال الخلقي. قمنا بجولة عبر العاصمة واقتربنا من بعض الطاولات المخصصة لبيع سيديهات الأفلام وكذا بعض المحلات فوجدنا كلاهما يجسد فضاء واسعا لعرض أي شيء وكل شيء وكانت حتى السيديهات الإباحية حاضرة بقوة ما يظهر من الأغلفة الخارجية المعبرة عن ما يحويه القرص المضغوط والتي تستحي العين من إلقاء نظرة عليها حتى ولو كانت خاطفة، لكن مروجيها كانوا يعرضونها بكل فخر واعتزاز فكل شيء جائز في التجارة من أجل تحقيق الربح كأول هدف رفعه التجار من دون النظر إلى التأثير السلبي الكبير لتلك السيديهات على العقول ومشاركتها بقسط كبير في ظهور الآفات الأخلاقية التي باتت تنخر مجتمعنا من كل جانب. ولا ننفي أنها تشهد إقبالا من طرف البعض ما شجع التجار على الاستمرار في عرضها رغم مخلفاتها السلبية، ويناهض البعض الآخر عرضها على مستوى المحلات وطاولات البيع كونها لا تمت الصلة بأعراف مجتمعنا المحافظ، ذلك ما جمعناه في سبر للآراء أجريناه مع بعض المواطنين منهم الشاب عادل الذي قال إنه صادف في كم من مرة تلك السيديهات المصطفة بالطاولات والتي تخدش حياء المارين بسبب أغلفتها التي تحمل صورا إباحية لم نألفها تبعا لعاداتنا وتقاليدنا العريقة والمحافظة، وأضاف أن تلك السيديهات تخدش حياء المارين وتمس اعتبارهم وكان من الأولى منع ترويج مثل تلك السيديهات الإباحية التي تشجع على الانحراف والانحلال الخلقي سواء تلك التي يتم عرضها على مستوى الطاولات أو بالمحلات، خاصة وأنها آفة حقيقية تهدد بفساد الأخلاق نتيجة الإقبال عليها وفق مسلّمة كل ممنوع مرغوب الذي يرفعها البعض من شباننا ومراهقينا. نفس ما بينته الآنسة إلهام (طالبة)، والتي قالت إنها تحتار للسماح لهؤلاء الباعة بترويج الفسق على مستوى الطاولات والمحلات في الوقت الذي يناهض فيه الكل المواقع الإباحية عبر مقاهي الأنترنت، لتضيف أنه لا فرق بين هذا وذاك والظاهرة السلبية تنذر بالخطر على سلوكات مراهقتنا وأطفالنا وطالبت بضرورة التصدي لتلك الآفات التي انجرت عنها العديد من الآفات الأخرى التي يتخبط فيها مجتمعنا على غرار العنف، الاغتصاب، الاختطاف والتحرش الجنسي بالأطفال.