قال إن جمعية العلماء "حاضنة للمذاهب.. فسّوم: "لا للشعوذة والزوايا المنحرفة" أكّد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الرزّاق فسّوم أن الجمعية حاربت ولاتزال تحارب الزوايا المنحرفة التي تستعمل الشعوذة والتضليل ولا تقوم على الدين، وستقف دائما إلى جانب الزوايا المستقيمة والقائمة على الدين والعلم، وضرب مثالا على ذلك بزوايا منطقة القبائل التي أكّد بشأنها أن الشيخ عبد الحميد بن باديس أعطى تعليمات للمشرفين على شعب الجمعية لعدم التصدّي لزواياها، بل العمل معها من أجل محاربة عمليات التنصير التي كانت تتعرّض لها المنطقة ودعاهم إلى ضرورة تشجيعها. الدكتور عبد الرزّاق فسّوم بدأ كلمته على هامش الملتقى العلمي المقام بمناسبة يوم العلم بدار الثقافة في المسيلة بالحديث عن عاصمة الحضنة التي وصفها بحاضنة العلماء والأدباء بفضل رجالاتها وقد أحسّ بذلك منذ أن وطأت قدماه المنطقة التي قدما إليها كمن يحمل العلم إلى بلد العلم، ليعرّج بعدها للحديث عن الجمعية التي أكّد بشأنها أنها لم تنشأ من فراغ بالرغم من محاولات قامت بها إمّا شخصيات معيّنة أو مؤسسات معيّنة لعرقلتها وتصدّت للاستعمار. وضرب المتحدّث هنا مثالا بطريقة استرجاع مسجد (كتشاوة) بالعاصمة من المستعمر وإقامة أوّل صلاة جمعة فيه بعد الاستقلال، وهو ما كان وراء استعادة وجهه الديني في وقت رئيس الجمعية الأسبق الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وهو ما يدلّ على الاتّصال الرّوحي والعقائدي بين العلماء والجمعية التي كانت جامعة لهؤلاء العلماء من مختلف ولايات الوطن وحاضنة للمذاهب المختلفة والجامعة للأقاليم المختلفة وأعطت نموذجا للوحدة الوطنية القائمة على العلم والدين والخلق وعملت على إخلاء العقول من الأفكار الاستعمارية وتقديم الفهم الصحيح للدين والعمل على تجسيده في الأمّة التي قال بخصوصها (لا يمكن أن تحيا الأمّة إلاّ بدينها وأخلاقها)، وهو ما دعت إليه جمعيته من خلال المنهج الإصلاحي الذي يهدف بالأساس إلى إصلاح العقيدة وتخلصيها من الشعوذة والتضليل باسم الدين بعد أن مازلنا نعيش هذه الأيّام سذاجة وتوظيف للدين لمصالح شخصية تحاول أن تلعب على عقول بعض السذّج لكي توهمهم بأن الإنسان المشعوّذ يمكن أن يستغلّ الدين تحت أيّ غطاء كان، وجمعية العلماء حسبه أوّل من تنبّأ بالتضليل باسم الدين ولا مكان له في منهجها، مشيرا في معرض حديثه إلى أن جمعية العلماء المسلمين حاربت كلّ الزوايا المنحرفة التي تستعمل الشعوذة والتضليل، والتي لا تقوم على العلم وتتصدّى لهم وتقف دائما إلى جانب الزوايا المستقيمة والقائمة على الدين والعلم. وضرب فسّوم مثالا على ذلك بزوايا منطقة القبائل التي أكّد بشأنها أن الشيخ عبد الحميد بن باديس أعطى تعليمات للمشرفين على شعب الجمعية لعدم التصدّي للزوايا، بل دعاهم إلى تشجيعها والعمل معها من أجل محاربة عمليات التنصير التي كانت تتعرّض لها المنطقة المقاومة للحفاظ على مقوّمات وثوابت الأمّة والشخصية ولطرد المستعمر الغاشم، وهو ما تحقّق.